وما قيل في العنصر الفرنسوي يقال في العنصر اللاتيني على الجملة فإن الفرنسيس والطليان والأسبان والبرتغاليين والرومانيين والأرجنتينيين والبرازيليين وغيرهم من الشعوب الأخرى في أميركا الوسطى كل هذه الشعوب ليست من أصل واحد بل تختلف أصولها باختلاف سحناتها وما السحنات هي التي تربي الأرواح بل أرواحنا هي التي سحناتنا وماهيته الرؤوس التي هي تجمع بين الشعوب وتوجد بينها رابطة القرابة بل حالتهم المتشابهة في الاستمتاع بالحياة والعذاب بها.
ولقد كان يظن بعضهم أنه يقتضي مرور عشرة أجيال حتى يختلط شعب بآخر وتذهب من بينهما الفروق ولكن مثال الولايات المتحدة أمامنا لا يحتاج إلى عرض فكلما كانت الأمة قوية رحب صدرها وسهل عليها أن تدرس فيها الصفات الأجنبية ومنذ بضعة قرون لا تجد عنصراً خالصاً من الامتزاج بغيره ولا شعوباً تألفت من وحدات متشابهة معلومة.
وما الألمان في الحقيقة ونفس الأمر سوى البولونيين والأوبورترتيين والفانديين وغيرهم من القبائل والشعوب السلافية وهم الذين ساعدوا على تأليف ذاك العنصر بل قد قال نبتسش الفيلسوف الألماني وكان من أصل بولوني أن الجرمانيين الحقيقيين قد نزحوا إلى الخارج وأن ألمانيا الحالية في مرحلة تقدمها العالم السلافي.
ومثل ذلك يقال في الطليان فليسوا أبناء الرومان في الحقيقة بل فيهم أجناس كثيرة امتزجت دماؤهم بدمائهم فقد دخل فيهم السيسكانيون والليبورنيون وهم من الشعوب الأفريقية والبلاسجيون ومن تفرع منهم والاتروكسيون والسلافيون والسليتون واللونكبارديون والبيزانطينيون والفاليون والمصريون وايونان والأسبان والصقالبة واليهود والنورمانديون والعرب والبروتون والجرمان وغيرهم من العناصر والشعوب كالعنصر السامي وغيره فأين الدم الإيطالي الصرف.
وإن إنكلترا على اعتزالها في جزائرها لم تنج من اختلاط غيرها بها ففيها دم زنجي ودم أفريقي وفيها السرماني والجرماني والأبيري دع عنك الفرنسيس والألمان وغيرهم ممن امتزجوا بالدم الإنكليزي حديثاً. والإسرائيليون الذين يفاخرون بطهارة دمهم لا يستطيعون إلا أن يغضوا أبصارهم حياءً أمام الحقيقة التاريخية فقد كانوا قليلاً عددهم عندما وصلوا إلى فلسطين فامتزجوا بالعرب والفيلستينيين والهيتيين وغيرهم من القبائل وأعطوا دمهم