عمران الولايات المتحدة
وافق مجلس النواب الأمريكي على ميزانية سنة 2912 فكانت 5. 127. 448. 305 فرنكاً أو نحو 250 مليون ليرة عثمانية أي نحو تسعة أضعاف الميزانية العثمانية ومن هذا المبلغ 305 ملايين لاستهلاك الدين العام و 710 ملايين للأعمال العامة منها 245 مليوناً لفتح برزخ باناما و 632 مليوناً وكسر للبحرية وزهاء 466 مليوناً للبرية. ومنذ مئة سنة لم تكن ميزانية هذه الجمهورية سوى 42 مليون فرنك أو أقل من مليون ليرة عثمانية منها 16 مليون للجيش و 8. 500. 000 للبحرية و16 مليوناً للدين ولكن سكان الولايات المتحدة لم يكونوا على ذاك العهد سوى سبعة ملايين نسمة فزادوا اليوم 13 ضعفاً في مئة سنة وزادت نفقات الحكومة ثمانين ضعفاً عما كانت.
حكاية العناصر
كتب جان فينو رئيس تحرير المجلة الباريزية مبحثاً في هذا المعنى جاء فيه أن اختلاط الألسن والشعوب في برج بابل ليس إلا ألعوبة للأولاد بجانب تأليف الأمم الحديثة فإنك ترى في البودقة الواسعة التي تخلق فيها الأوطان والشعوب الفروق الفيسيولوجية تنحل بسرعة مدهشة كما تنحل العقول الآتية من أطراف الكرة كلها لأن سهولة المواصلات ونشر التجارة بين الأمم وانتشار الأفكار واشتراك الكافة بها كل هذا آخذ بتقريب الأميال والحواس المدبرة للإنسانية وكل يوم يكثر اجتماع الناس ويتناول المجموع كمية أكثر من البلاد والعباد.
والغالب قد انقضى دور القائلين بعلو عنصر على آخر وانحطاط عنصر عن أخيه فإن يابان قد ساوت غيرها من أمم الغرب بعد أن عقدت المعاهدات مع شعبين هما في مقدمة شعوب الحضارة الإنكليز والفرنسيين وأصبحت الصين دستورية في حكومتها وستعود إلى سكانها أخلاقهم الحربية فيضطر الناس إلى احترام ألوانهم ومعتقداتهم والزنوج سائرون على سنة النشوء بسرعة تلقي الاضطراب في نفوس أشياع المتوهمين بالعناصر والألوان وقد ارتقى الزنوج في الولايات المتحدة منذ ستين سنة ارتقاء أنسى أن أصلهم أفريقي ولكن لا يمحو سيئات جنون البشر قروناً قرن في التعقل ولا بد أن تظل الحروب الآن بين أبناء آدم إذ تصبغ أديم الأرض بالدماء بضعة أجيال أخرى ويبقى للبلاد العظيمة من حيث