وسألته المعونة لي بفضله وتهذيبه يتضمن نبذة من ترجمة أمامنا المبجل والحبر المفضل الرباني أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني أمام أهل السنة، وآخر المجتهدين من الأئمة رضي الله عنه وأرضاه وجعل الجنة منقلبه ومثواه وأحواله ومناقبه وذكرمحنته وتاريخ مولده ووفاته وتراجم أصحابه رحمة الله عليهم فاذكر أولاً ما تيسر من مناقب الإمام رضي الله عنه ثم اذكر أصحابه الذين عاصروه فأبتدئ بذكر من توفي منهم قبله ثم اذكر من توفي بعده ثم اذكر من لم تؤرخ وفاته وعند انتهاء أسماء الأصحاب من الطبقة الأولى أبين منهم من اشتهر من أعيان أصحابه من الفقهاء الذين كانوا على مذهبه في الأصول والفروع ونقلوا عنه الفقه ونقل عنهم إلى من بعدهم إلى أن وصل إلينا وأسرد أسماءهم متوالية ليتميزوا عن غيرهم من أصحابه الذين قرؤوا عليه الحديث وغيره ورووا عنه من غير المشهورين بالتمذهب بمذهبه في فروع الفقه ثم ذكر أسماء الأصحاب من بعد الطبقة الأولى مرتباً على الطبقات والوفيات ومن لم اطلع على تاريخ وفاته ذكرت اسمه وما وقفت عليه من ترجمته والعصر الذي كان موجوداً فيه أن علمته وأوجزت لفظه حسب الإمكان وحذفت الأسانيد مما رويته فيه من الأحاديث الشريفة في بعض التراجم طلباً للاختصار وسميته بالمنهج الأحمد في تراجم أصحاب الإمام أحمد.
وقد وقع هذا الكتاب في زهاء 850 صفحة من قطع الوسط وكان الفراغ من نسخة سنة 1195 على يد عبد الفتاح شطي البغدادي، وعليه خطوط بعض بني الشطي وقد قال المؤلف في آخره: وهذا آخر ما تيسر ذكره من فقهاء الحنابلة رحمة الله تعالى عليهم أجمعين ولم أترك ذكر أحد ممن يصلح أن يذكر في الطبقات إلا من لم اطلع على أمره فقد ذكرت في هذا المختصر جماعة من المتقدمين لم يذكرهم القاضي أبو الحسين وجماعة من المتوسطين لم يذكرهم الحافظ ابن رجب وجماعة من المتأخرين لم يذكرهم قاضي القضاة برهان الدين بن مفلح.
وهذا الكتاب مجموعة نفيسة لعلماء هذا المذهب في ألف سنة وفيه تراجم كثير من المشاهير ففيه عدا ترجمة الإمام أحمد ترجمة ابن الجوزي وابن قيم الجوزية وابن تيمية والقاضي أبي يعلي والقاضي يحيى بن أكثم والوزير ابن هبيرة وعشرات غيرهم ممن كانوا مخفر فقه أحمد بن حنبل وعنوان التقى والعلم وسعة التأليف والوعظ والإرشاد،