نساس حكومات به وممالك ... ويذعن أقيال له وصدور
وعصر بنوه في السلاح وحرصه ... على السلم يجري ذكرها ويسيل
ومن عجب في ظلها وهو وارف ... يصادف شعباً آمناً فيغير
ويأخذ من قوت الفقير وكسبه ... ويؤوي جيوشاً كالحصى ويمير
ولما استقل البر والبحر مذهباً ... تعلق أسباب السماء يطير
أحمد شوقي.
رثاك أمير الشعر في الشرق وانبرى ... لمدحك من كتاب مصر كبير
ولست أبالي حين أرثيك بعده ... إذا قيل عني قد رثاه صغير
فقد كنت عوناً للضعيف وأنني ... ضعيف وما لي في الحياة نصير
ولست أبالي حين أبكيك للورى ... حوتك جنان أو حواك سعير
فإني أحب النابغين لعلمهم ... وأعشق روض الفكر وهو نضير
دعوت إلى عيسى فضجت كنائس ... وهز لها عرش وماد لها سرير
وقال أناس إنه قول ملحد ... وقال أناس إنه لبشير
ولولا حطا لرد عنك كيادهم ... لضقت به ذرعاً وساء مصير
ولكن حماك العلم والرأي والحجى ... ومال إذ جد النزال وفير
إذا زرت رهن المحبسين بحفرة ... بها الزهد ثاو والذكاء ستير
وأبصرت أنس الزهد في وحشة البلى ... وشاهدت وجه الشيخ وهو منير
وأيقنت أن الدين لله وحده ... وأن قبور الزاهدين قصور
فقف ثم سلم واحتشم إن شيخنا ... مهيب على رغم الفناء وقور
وسائله عما غاب عنك فأنه ... عليم بأسرار الحياة بصير
يخبرك الأعمى وإن كنت مبصراً ... بما لم تخبر أحرف وسطور
كأني بسمع الغيب أسمع كل ما ... يجيب به أستاذنا ويحير
يناديك أهلاً بالذي عاش عيشنا ... ومات ولم يدرج إليه غرور
قضيت حياة ملؤها البر والتقى ... فأنت بأجر المتقين جدير
وسموك فيهم فيلسوفاً وأمسكوا ... وما أنت إلا محسن ومجير