مجله المقتبس (صفحة 3851)

بيان يشم الوحي من نفحاته ... وعلم كعلم الأنبياء غزير

سلكت سبيل المترفين ولذني ... بنون ومال والحياة غرور

أداة شتائي الدفء في ظل شاهقداة شتائي الدفء أ ... وعدة صيفي جنة وغدير

ومتعت بالدنيا ثمانين حجة ... ونضر أيامي غني وحبور

وذكر كضوء الشمس في كل بلدة ... ولا حظَّ مثل الشمس حين تسير

فما راعني إلا عذارى أجرنني ... ورب ضعيف تحتمي فيجبر

أردت جوار الله والعمر منقض ... وجاورته في العمر وهو نضير

صباً ونعيم بين أهل وموطن ... ولذات دنيا كل ذاك نذور

بهن وما يدرين ما الذنب خشية ... ومن عجب تخشى الخطيئة حور

أوانس في داج من الدير موحش ... ولله أنس في القلوب ونور

وأشبه طهر في النساء بمريم ... فتاة على نهج المسيح تسير

* * *

تسائلني هل غير الناس ما بهم ... وهل حدثت غير الأمور أمورا

وهل آثر الإحسان الرفق عالم ... دواعي الأذى والشر فيه كثير

وهل سلكوا سبل المحبة بينهم ... كما يتصافى أسرة وعشير

وهل آن من أهل الكتاب تسامح ... خليق بآداب الكتاب جدير

وهل عالج الأحياء بؤساً وشقوة ... وقل فساد بينهم وشرور

قم انظر وأنت مالئ الأرض حكمة ... أأجدى نظيم أم أفاد تثير

أناس كما تدري ودنيا بحالها ... ودهر رخيٌّ تارة وعسير

وأحوال خلق غابر متجدد ... تشابه فيها أول وأخير

تمر تباعاً في الحياة كأنها ... ملاعب لا ترخى لهن ستور

وحرص على الدنيا وميل مع الهوى ... وغش وأفك في الحياة وزور

وقام مقام الفرد في كل أمة ... على الحكم جم يستبد غفير

وحوّر قول الناس مولى وعبده ... إلى قولهم مستأجر وأجير

وأضحى نفاذ المال لا أمر في الورى ... ولا نهي إلا ما يرى ويشير

طور بواسطة نورين ميديا © 2015