(تولستوي) تجري آية العلم دمعها ... عليك ويبكي بائس وفقير
وشعب ضعيف الركن زال نصيره ... وما كل يوم للضعيف نصير
ويندب فلاحون أنت منارهم ... وأنت سراج غيبوه منير
يعانون في الأكواخ ظلماً وظلمة ... ولا يملكون البث وهو يسير
تطوف كعيسى بالحنان وبالرضى ... عليهم وتغشي دورهم وتزور
ويأسى عليك الدين إذ لك لبه ... وللخادميه الناقمين قشور
أيكفر بالإنجيل من تلك كتبه ... أناجيل منها نذر وبشير
وتبكيك ألف فوق (ليلى) ندامة ... غداة مشى (بالعامري) سرير
تناول ناعيك البلاد كأنه ... يراع له في راحتيك صرير
وقيل تولى (الشيخ) في الأرض هائماً ... وقيل (بدير) الراهبات أسير
وقيل قضى لم يغن عنه طبيبه ... وللطب من بطش القضاء عذير
* * *
إذا أنت جاورت (المعريّ) في الثرى ... وجاور (رضوى) في التراب (ثبير)
أو أقبل جميع الخالدين عليكما ... وغالى بمقدار النظير نظير
جماجم تحت الأرض عطرنها شذى ... جناهن مسك فوقها وعبير
بهن تباهى بطن (حواء) واحتوى ... عليهن بطن الأرض فهو فخور
فقل يا حكيم الدهر حدث عن البلى ... فأنت عليم بالأمور خبير
أحطت من الموتى قديماً وحادثاً ... بما لم يحصل منكر ونكير
طوانا الذي يطوي السموات في غد ... وينشر بعد الطي وهو قدير
تقادم عهدانا على الموت واستوى ... طويل زمان في البلى وقصير
كأن لم تضق بالأمس عني كنيسة ... ولم يؤوني دير هناك طهور
أرى راحة بين الجنادل والحصى ... وكل فراش قد أراح وثير
نظرنا بنور الموت كل حقيقة ... وكنا كلانا في الحياة ضرير
إليك اعترافي لا لقس وكاهن ... ونجواي بعد الله وهو غفور
فزهدك لم ينكره في الأرض عارف ... ولا متعال في السماء كبير