لا تشرب الراح بين المسمعات وزر ... ظبياً غريراً نقي الخد والجيد
قد رنحته شمول فهو منجدل ... يحكي بوجنته ماء العناقيد
قام الأمين فأغني الناس كلهم ... فما فقير على حال بموجود
ولها في لبانة ابنة أخيها علي بن المهدي وكانت من حسان زمانها الفاتنات:
وحدثني عن مجلس كنت زينه ... رسولٌ أمينٌ والنساءُ شهودُ
فقلت له كرّ الحديث الذي مضى ... وذكرك من بين الحدث أريدُ
وليس في شعرها هذا بشيء بجانب غزلياتها فإن لها من المقاطيع في طل ورشا.
ومنها قولها في رشا وقد كنَّت عنه بزينب:
وجد الفؤاد بزينباً ... وجداً شديداً متعباً
أصبحت من كلفي بها ... صباً كئيباً منصبا
ولقد كنت عن اسمها ... عمداً لكي لا تغضبا
وجعلت زينب سترةً ... وكتمت أمراً معجباً
قال وقد عزَّ الوصا ... ل ولم أجد لي مذهبا
والله لا نلت المودَّ ... ة أو تنال الكوكبا
فلما اشتهر أنها تكني عن رشا بزينب قال وقد صحفت زينب بلفظة ريب:
القلب مشتاق إلى ريب ... يا ربما من هذا العيبِ
قد تيمت قلبي فلم أستطع ... إلا البكاء يا عالم الغيب
خبأت في شعري اسم الذي ... أرته كالخبءِ في الجيب
وكانت لزبيدة زوجة الرشيد جارية اسمها طغيان وشت بها مرة إلى الرشيد فقالت علية تهجوها وفيه مع أدب الكتاب أشد أنواع الذم وهو من مبتكراتها المأثورة:
لطغيان خف منذ ثلاثين حجة ... جديد فلا يبلى ولا يتمزقُ
وكيف بلى خف الدهر وهو كلهُ ... على قدميها في الهواء معلقُ
فما خرقت خفاً ولم تبل جورباً ... وأما (ثياب فوقهُ) فتمزقُ
ولما مات رشا أو قتل شببت في طل فقالت وقد صحفت اسمه في البيت الأول تلميحاً:
أيا سروة البستان طال تشوقي ... فهل لي إلى طل لديك سبيل