مجله المقتبس (صفحة 3258)

متى يلتقي من ليس يهوى وخروجه ... وليس لمن يهوى إليه الدخولُ

عسى الله أن نرتاح من كربة لنا ... فيلقى اغتباطاً خلة وخليلُ

ولها فيه أيضاً وقد جعلت التصحيف في البيت الثالث:

سلم على ذاك الغزال ... الأغيد الحسن الدلال

سلم عليه وقل له ... يا غل الباب الرجال

خليت جسمي ضاحياً ... وسكنت في طل الجمال

وبلغت مني غايةً ... لم أدر فيها ما احتيال

ثم صرحت بعه في أبيات أخر تستعطفه به وتتهمه بالصدود والإعراض وهي قولها وهو من أرق التشبيب:

يا رب إني قد عرضت بهجرها ... فإليك أشكر إذ ذاك يا رباه

مولاة سوءٍ تستهين بعبدها ... نعم الغلام وبئست المولاه

طل ولكني حرمت نعيمه ... ووصاله ما لم يغثني الله

يا رب إن كانت حياتي هكذا ... ضراً عليَّ فما أريد حياة

والذي أدبها وعلمها وخرجها فنون الشعر إنما هو عمرو أبو حفص الشطرنجي وقد نشأ هذا في دار أبيها المهدي مع أولاد مواليه ثم انقطع بعد موت المهدي إلى علية هذه ولما زوجت بموسى بن عيسى العباسي خرج معها إلى دار زوجها ولما عادت إلى القصر بموت زوجها عاد معها وسمي شاعرها وهو القائل عن لسانها لما غضب عليها الرشيد:

لو كان يمنع حسن العقل صاحبهُ ... من أن يكون لها ذنب إلى أحد

كانت علية أربى الناس كلهم ... من أن تكافأ بسوءٍ آخر الأبدِ

ما أعجب الشيء نرجوه ونحرمه ... قد كنت أحسب أني قد ملأت يدي

فكانت أبياته هذه سبب رضى الرشيد عنها وإقباله عليها ومن أحسن الغزل وأرقه قولها:

يا عاذلي قد كنت قبالك عاذلاً ... حتى ابتليت فصرت صباً ذاهلاً

الحب أول ما يكون مجانةً ... فإذا تمكن صار شغلاً شاغلاً

أرضى فيرضى قاتلي فتعجبوا ... يرضى القتيل وليس يرضى القاتلا

وكان الرشيد قد استحلفها ألا تكلم طلاًّ ولا تشبب به في شعرها ولا تسميه فحلفت له ثم همَّ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015