وخانم. وألفاظ طليانية مثل سيغورطه (ضمان من الحريق أو ضمان الحياة) المستعملة في التركية. وندر استعمال هذه الألفاظ في البلاد الأخرى وهي شائعة بالاستعمال عَلَى الألسن في طرابلس الغرب كما تجد بعض الألفاظ الرومية وهناك ألفاظ أعجمية أخرى ولكنها قليلة وهي مستعملة في مصر خاصة مثل لفظة جنيه الإنكليزية لليرة المصرية. وهذا جماع الألفاظ الأعجمية وقد سبق لنا الكلام عَلَى المالطية وهي بين اللغة التونسية والمصرية وفيها أثر كبير من الإيطالية.
ثم أن في تونس لغة مكتوبة منقحة للغاية ليس فيها شيءٌ من الألفاظ الأجنبية ولغة محكية دخلت إليها الألفاظ الإفرنسية والإيطالية بكثرة. أما لهج الجزائر فتكثر فيها الألفاظ الفرنسوية وفيها كما في لهجة تونس بعض الألفاظ التركية وقليل من الإسبانية والإيطالية. أما لغة مراكش فتجد فيها تعابير فرنسوية وإيطالية واقتبست قليلاً من لغة البربر وكثيراً من اللغة الإسبانية وربما بعض الألفاظ البرتقالية. وقد أكد المسيو مرسيه في بحثه عن هذه الألفاظ المشتركة أن الألفاظ البربرية (التي قد تكون أحياناً ألفاظاً من أصل عربي متبربرة ثم أعيدت إلى اللغة العربية) قلما توجد إلا في البلاد الكبرى التي تكثر فيها اللغة البربرية ثم أن تأثير اللغة الإسبانية في المدن الساحلية محسوس جداً فتراهم يستعملون في الكلام لفظة كوشطا للساحل مأخوذة من كوستا الإسبانية وفالسو أي رديء الصفة وفافور نعمة وخلينالد محتذاة من جنرال وموندا من موني أي المعاملة. ولم يثبت بأن الأدوات أو الحروف دي وديال الكثيرة الاستعمال قد أتت من دي ودل ولكن اللغة العربية المراكشية أخذت عن الإسبانية حرف ب. وقد لاحظ المسيو مرسيه وحقت له هذه الملاحظة بأن قلة التناسب في هذه اللغة وتأثيرها باللغة البربرية والإسبانية ناشئة من أسباب كثيرة والحقيقة أن اللغة البربرية ليست لغة مكتوبة هو من أهم الأسباب عَلَى أن العربية كانت في كل زمن محو اللغة البربرية وعاملة عَلَى تمدنها وتحضيرها.
من الصعب تعيين اللغات الدخيلة عَلَى لغات فارس الوطنية قبل الفتح العربي فللغة البهلوية كتابة آرامية وأكثر ألفاظها آرامية ولكن أي تأثير كان في اللغة من هذه الألفاظ السامية المشتركة؟ والواقع أن هذه الألفاظ الدخيلة لم تكن أسماء مجردة بل أسماء كثيرة الاستعمال وضعت لما يقابلها من الألفاظ الإيرانية التي كانت ولا تزال موجودة وهذا يقرب من