وسورية أخذت تستعيض عن الألفاظ الأجنبية التي كثرت فيها بألفاظ عربية صرفة وذلك أن اللغة يمكنها بما لها الاستغناء عن الألفاظ الأعجمية وكان منها أن عربت سنة 1897 لفظة كونغره بلفظة مؤتمر للدلالة عَلَى مؤتمر المستشرقين الذي عقد تلك السنة في مدينة باريز ووضعت كلمة مستشرق للفظة أوريانتاليست الفرنسوية وهي اسم الفاعل من شرق والمصدر استشراق أي طلب الشرق أو انتحاء نحو الشرق وهي تنطبق عَلَى الأصل الإفرنجي كل الانطباق. وأخذ اللسان العثماني هذه الألفاظ الثلاث عن العربية وانشأ يستعملها وكان من قبل ينقل اللفظ الفرنسوي برمته واحتذى اللغة العربية مطالب الحياة الحديثة هو من العادات المتبعة في الصحافة التونسية ويرجى أن تجري سائر الجرائد العربية في البلاد الأخرى والجرائد السورية والمصرية وهي نموذجها ومصدرها الوحيد عَلَى مثال الجرائد التونسية في تعريب الألفاظ.
وإليك الآن عدة أمثلة في استعمال المولد من الألفاظ العربية الصرفة اقتبسناها من كتاب المسيو واشنطون سويرس ومن هذه الألفاظ لفظة منطاد للبالون ودراجة للبيسيكليت ومطفأة لمضخة الحريق ومستوصف. ومن جملة الألفاظ التي كانت موجودة في اللغة واستعملت لمعنى جديد لفظة امتياز وإنهاء ودشن افتتح وتحقيق ومذهب (سياسي) وصبغة (سياسية). وأنت ترى أن لفظة صبغة بالمعنى الخاص معناها اللون والصباغ أما الذين يصوغون الكلمات المولدة عندما يعمدون إلى ألفاظ موجودة في متن اللغة فإنهم يستندون عَلَى المعنى الأصلي للفظ الذي يريدون أن يعربوه. ومن هذه الألفاظ التي كان عَلَى المسيو واشنطون سويرس أن يضيفها إلى قائمة الألفاظ المعربة لفظة كلية فقد كان المترجمون يستطيعون أن يطلقوا عليها لفظة دار العلوم أو دار الفنون ولكن كثيراً من الكتاب لاحظوا أن لفظة أونيفرستيهتعطي معنى الاجتماع والمجموع فصاغوا من كل كلية وهي ترجمة حرفية للفظة الفرنسوية. ولفظ كلية شائع اليوم في مصر كثيراً.
وبعد فإنا إذا بحثنا عن الألفاظ في كل قطر عربي وعن علاقة ألفاظه بالألفاظ الفرنسوية نستنتج ما يأتي: ففي سورية ومصر وتونس كمية كبيرة من الألفاظ الفرنسوية مختلفة الأساليب وفيها أيضاً كثير من الألفاظ التركية أو الفارسية انتقلت إلى العربية بواسطة التركية وهي في الأكثر تعابير عسكرية وإدارية أو ألفاظ تشريف مثل باشا وبك وأفندي