أن يتبدلوا في العقل والبيان والاستطاعة اهـ.
ونقل الحافظ أحمد بن حجر في فتح الباري عن البيهقي في مناقب الشافعي بإسناده عن الربيع قال سمعت الشافعي يقول: من زعم أنه يرى الجن أبطلنا شهادته إلا أن يكون نبياً اهـ.
(قال ابن حجر) وهذا محمول عَلَى من يدعي رؤيتهم عَلَى صورهم التي خلقوا عليها وأما من ادعى أنه يرى شيئاً منهم بعد أن يتطور عَلَى صور شتى من الحيوان فلا يقدح فيه وقد تواردت الأخبار بتطورهم في الصور، (قال) واختلف أهل الكلام فقي ذلك فقيل هو تخييل فقط ولا ينتقل أحد عن صورته الأصلية وقيل بل ينتقلون لكن لا باقتدارهم عَلَى ذلك بل بضرب من الفعل إذ فعله انتقل كالسحر (أي الشعبذة) (قال) وهذا قد يرجع إلى الأول اهـ وسيأتي تحقيق تمثلهم في أول مباحث الخاتمة.
رأيهم في قرناء الشعراء الفحول
قال الجاحظ: يزعمون أن مع كل فحل من الشعراء شيطاناً يقول ذلك الفحل عَلَى لسانه العشر ويقولون اسم شيطان المخبل عمرو واسم شيطان الأعشى مسحل وكذلك أيضاً اسم شيطان الفرزدق عمرو وقد ذكر الأعشى مسحلاً حين هجاه جهنام فقال:
دعوت خليلي مسحلاً ودعوا له ... بجهنام يدعى للهجين المذمم
وذكره الأعشى فقال:
حباني أخي الجني نفسي فداؤه ... بأقبح جياش العشيات مرحم
وقال أعشى سليم:
وما كان جني الفرزدق أسوة ... وما كان فيهم مثل فحل المخبل
وما في الخوافي مثل عمرو وشيخه ... ولا بعد عمرو شاعر مثل مسجل
وقال الفرزدق في مديح أسد بن عبد الله:
لتبلغن أبا الأشبال مدحتنا ... من كان بالغور أو طودي خراسانا
كأنها الذهب العقيان حبرها ... لسان اشعر خلق الله شيطانا
وقال:
فلو كنت عندي يوم قرء عذرتني ... بيوم دهتني جنه وخبائله