لسير الناعجات أظن أشفى ... لما بي من طبيب بني الذهوب
وليس الباب الذي يدعيه هؤلاء من جنس العيافة والزجر والخطوط والنظر في أسرار الكف وفي مواضع قرض الفأر وفي الخيلان في الجسد وفي النظر في الأكتاف والقضاء بالنجوم والعلاج بالفكر.
وقد كان مسيلمة يدعي أن معه رئياً في أول زمانه ولذلك قال الشاعر حين وصف مخاريقه وخدعه:
بيضة قارور وراية شادن ... وخلة جني وتوصيل طائر
ألا تراه ذكر خلة الجني.
ما روي من هتوفهم بالبعثة المحمدية
روى الإمام الماوردي في أعلام النبوة ما رواه أهل السير من هتوف الجن برسول الله صلى الله عليه وسلم قبل مبعثه وأنه كان من آيات نبوته الصادرة عن إلهام فمن ذلك ما رواه عثمان بن عبد الرحمن عن محمد بن كعب قال بينما عمر بن الخطاب رضوان الله عليه ذات يوم جالساً إذ مرَّ به رجل فقيل له: أتعرف هذا المار يا أمير المؤمنين قال: ومن هو قالوا هذا سواد بن قارب قال نعم يا أمير المؤمنين فقال أنت الذي أتاك رئيك بظهور النبي صلى الله عليه وسلم قال: نعم يا أمير المؤمنين بينا أنا ذات ليلة بين النائم واليقظان إذ أتاني رئي من الجن فضربني برجله وقال: قم يا سواد بن قارب فاسمع مقالي وأعقل إن كنت تعقل أنه قد بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم من لؤي بن غالب يدعو إلى الله تعالى وإلى عبادته وأنشأ يقول:
عجب للجن وتطلباتها ... وشدها العيس باقتابها
تهوي إلى مكة تبغي الهدى ... ما صدق الجن ككذابها
فارحل إلى الصفوة من هاشم ... فليس قدماها كأذنابها
فقلت له: دعني فقد أمسيت ناعساً ولم أرفع بما قال رأساً فلما كانت الليلة الثانية أتاني فضربني برجله وقال: قم يا سواد بن قارب فاسمع مقالتي وأعقل إن كنت تعقل أنه قد بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم من لؤي بن غالب يدعو إلى الله تعالى وإلى عبادته وأنشأ يقول: