مجله المقتبس (صفحة 2762)

يتجاوز ارتقاؤها طوقنا وذكاءَنا. وعلى هذه الصورة يرتقي العلم بأن يدخل أفكاراً مجردة في أفكار مجردة أعلى منها ويوجد طرقاً أقرب إلى الجادة لحل المشاكل تتطلب حلاً ماهراً وبذلك يسمو المرء إلى نظر أعلى في مجموع ما يعيه وإلى المدركات الواسعة فذكاء المرء يمكن أن يقاس بما فيه من قوة عَلَى اقتباس المجردات فأنا نرى الطريقة التي يفرض إتباعها واضحة أمامنا فيجب أن يسري تعليمنا من الأعيان إلى المجردات لا لأن للعقل ميلاً إلى الجري على هذه الصورة بل لأن هذه هو الطريق الوحيد لبلوغ الارتقاء العقلي.

نعم إننا بذلك نكثر على العقول الفتية من الجهد وربما خيف من أن تتجاوز مثل هذه التمرينات القوة التي خصصت لها ولذا من اللازم أن يجري عَلَى سنة التدريج في إيراد الصعوبات.

فإن ذهن الطفل لا تتأتى ارتقاؤه إلا بالتأني من سنة إلى أخرى باجتياز محطات تناسب تغيرات نموه الطبيعي ولا تتقاضى زيادة عما تحتمله سنه. ولا يعدم أحد منا أمثلة على هذه التربية الخرقاء من تحميل الطفل الذكي فوق طاقته بجهل والديه أو مربيه فيدفعونه إلى ما يجب أن يحموه عنه ويعودونه الشدة في التربية حتى تنهك قواه فيقوى عقله قبل الأوان لكثرة ما يحملون إليه من المحركات ولكنه قد يضل ثم يقف هذا الارتقاء عن جريه ويظل الطفل وسطاً في حياته. ألا فلنمتنع من كل طريقة في التربية تكون إلى الشدة وتظهر منها نتائج خارقة للعادة لقاء عياءٍ أكيد يصيب الطفل ولنعمل على العكس ما يضمن للطفل استمتاعه بقواه كما نريد على النحو المستقيم وأن نطلق سراحها خلال الدرس حرة في موازنتها الطبيعية والأدبية.

وبعد فإن الواجب تقوية الذكاءِ على صورة معتدلة ويمكن تقويته بالإرث لأن رقي الدماغ الذي يمتع المرء بصحته الطبيعية من شأنه الانتقال بالوراثة. الذكاء أمر نافع وكل من يرى الارتقاء العقلي الذي بلغه البشر بالعمل فكان أثمن هبة حصل عليها وتحدثه نفسه أن يبذل كل مرتخص وغال لترقية الذكاء البشري درجة أخرى وما أظننا نغص إذا رأينا الجيل المقبل أرقى منا في منازعه بما نعنى بع تلقينه أرقى تربية من تربيتنا نحن لا نغالي في آمالنا ونعرف ما يتطلبه النشوءُ الاجتماعي لإدخال التكامل عَلَى عنصر من السذج البله وأن المرء بذاته لا يتحول على أيسر وجه وإن الارتقاء العقلي الذي يتأتى لنا أن نرجوه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015