شقوا بها جلابيب الدجى شفقاً ... بشت له الأرض وانجابت به الظلم
وطالبوك بحق كنت هاضمه ... وحاكموك إلى البتار واختصموا
فأدوا بأرواحهم حباً بأمتهم ... فلتحي تلك السجايا الغر والشيم
قد كان ما كان والرحمان ناصرنا ... فالعدل منتصرٌ والجور منهزم
دبرت فتنة سوءٍ تستعيد بها ... من مجدك الباطل الغرار ما هدموا
مجد كبير طوته ظلمة كثفت ... ثم انجلت فإذا ما تحتها ورم
كروا بعزمة حر جاء منتصراً ... لنفسه واستباحوا منك ما احترموا
فأنزلوك عن العرش الرفيع وما ... كانوا يريدونها لكنهم رغموا
تأبى الشريعة أن تبقيك حافظها ... وأنت بالغدر والإغواء متّهم
فاليوم تعلم عقبى من يخون ومن ... يطغى وتندم إذ لا ينفع الندم
هبطت من قمة الأمجاد منحدراً ... كصخرةٍ حطها من شاهق عرم
ففي هبوطك عاد الملك مرتفعاً ... وفيهلاكك كل الخلق قد سلموا
كانت بإقبالك الأقدار عابسةً ... فأصبحت بعد ما أدبرت تبتسم
دمشق: ف