مجله المقتبس (صفحة 2432)

شادوا لك العزة القعساء من قدم ... فجئت تهدم ما شادوا وما رسموا

كانت لهم دولة بالسيف ناهضة ... وفي زمانك لا سيف ولا قلم

حصدت ما زرعوا فرقت ما جمعوا ... هدمت ما رفعوا بعثرت ما نظموا

ملكتنا فرأينا منك طاغية ... لم يدر ندَّاً له المشهود والقدم

نيرون عندك أو فرعون قد غفرت ... زلاته واستحبت شاهها العجم

حجاج عصرك بل تولي العقاب بلا ... ذنب ومزَّاك عنه الجمع والنهم

قد اخترعت ضروباً للمظالم والتنكيل ما فطنوا فيها ولا حلموا

خليفة الله قد خالفت ما أمرت ... به الشريعة والتنزيل والكلم

وسيرة الخلفاء الراشدين بها ... خير المواعظ للظلام لو فهموا

ركبت مركب جوزٍ ليس يقبله ... ممن يخلفه في قومه الصنم

دمرت بيتك يا هذا فأنت إذن ... عدو نفسك أو قد مسك اللمم

حشدت زمرة غدارين كم سفكوا ... واستنزفوا ثم لا قيدوا ولاغرموا

المخلصون تولوا منك وانهزموا ... والخائنون على أبوابك ازدحموا

أسرفت في نهب بيت المال فاستلبت ... منه الجواسيس ما شاؤوا وما غنموا

عصابة ثقلت في الناس وطأتهم ... صموا عن الحق في أغراضهم وعموا

اخترتهم واختيار المرء شاهده ... يا ليتهم رفقوا بالخلق أو رحموا

خانوك لما رأوا منك الخيانة في ... بنيك والمرء موسوم كما يسم

حبست آلك حتى بعضهم هلكوا ... كأنما لم تكن قربى ولا رحم

حاولت إطفاء نور الحق وهو لظى ... تثور أفواهه إن سد منه فم

طال الزمان على جور تعالجه ... وعيل صبر الورى واستحوذ السأم

ضيقت دارتهم في الأرض فاتسعت ... والمرءُ مستبسلٌ إن عضه الألم

قد جمع الظلم منهم كل مفترق ... وشدّ ما استتروا في الأمر واكتتموا

وكلما نام عنهم رهطك انبعثوا ... يدبرون وإن لاحظتهم جثموا

وعند ما اكتملت الموثب عدتهم ... توكلوا واستخاروا بالذي عزموا

سلوا عليك سيوف العدل مرهفة ... كأنها شهب في الأفق أو رجم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015