مجله المقتبس (صفحة 2235)

العساكر المتعادية واتصل ذلك بها إلى سنة أربع وخمسين وأربعمائة وعرض للناس في أكثر البلاد قروح سوداوية وأورام الطحال وتغيير الترتيب نوائب الحميات واضطراب نظام البحارين قال وتكامل خراب العراق والموصل والجزيرة واختلت ديار بكر وربيعة ومضر وفارس وكرمان وبلاد اليمن والمغرب والفسطاط والشام واضطربت أحوال ملوك الأرض وكثرت الحروب والغلاء والوباء.

ومن فوائده الاجتماعية ما ذكر في ترجمة اسرائيل بن الطيفوري أن الوزير الفتح ابن خاقان كا كثير العناية به فقدمه عند المتوكل ولم يزل حتى انس به المتوكل وجعله في مرتبة بختيشوع وعظم قدره وكان متى ركب إلى دار المتوكل يكون موكبه مثل موكب الامراء وأجلاء القواد وبين يديه أصحاب المقارع. قلت ولعل أصحاب المقارع مثل الذين يمشون أمام عجلات الأعيان والامراء ومركباتهم في هذا القطر وهذه العادة من أبشع العادات التي أبقتها الأيام. كما أنه كان يحمل بين يدي الكبراء مشاعل في الليل كما ذكره في ترجمة أبي الفرج بن توما ومن فوائده الأدبية قوله: ذكروا أن الأصل كان في اسم جالينوس غالينوس ومعناه الساكن او الهادي وقيل أن ترجمة اسم جالينوس معناه بالعربي الفاضل وقال أبو بكر محمئد بن زكريا الرازي في كتاب الحاوي أنه ينطلق في اللغة اليونانية ان ينطق بالجيم غينا وكافا فيقال مثلا جالينوس وغالينوس وكالينوس وكل ذلك جائز وقد تجعل الالف واللام لاماً مشددة فيكون ذلك أصح في اليونانية أقول وهذه فائدة تتعلق بهذا المعنى وهي حدثني القاضي نجم الدين عمر بن محمد الكريدي قال حدثني ابنا غانوس المطران بشوبك وكان أعلم أهل زمانه بمعرفة لغة الروم القديم وهي اليونانية إن في لغة اليونان كل ما كان من الأسماء الموضوعة من أسماء الناس وغيرهم فآخرها سين مثل جالينوس وديسقوريدس وانكساغورس وأرسطو طاليس وديوجانيس واريباسيوس وغير ذلك وكذلك مثل قولهم قاطيغورياس وبارينتياس ومثل اسطوخودس واناغالس فان السين التي في آخر كل كلمة حكمها في لغة اليونان مثل التنوين في لغة العرب الذي هو في آخر الكلمة مثل قولك زيد وعمرو وخالد وبكر وكتاب وشجر فتكون النون التي تتبين في آخر التنوين مثل السين في لغة أولئك أقول ويقع لي أن من الالفاظ التي في لغة اليونانيين وهي قلائل ما لا يكن في آخره مثل سقراط وأفلاطون وأغاثاذيمون واغلوقن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015