مجله المقتبس (صفحة 2234)

بقي معلم واحد فتعلم منه رجلان وخرجا ومعهما الكتب فكان أحدهما من أهل حران والآخر من أهل مرو فأما الذي من مرو تعلم منه رجلاً. أحدهما إبراهيم المروزي والأخر يوحنا بن حيلان وتعلم من الحراني إسرائيل وسارا إلى بغداد فتشاغل إبراهيم بالدين وأخذ قدري في التعليم وأما يوحنا فإنه تشاغل أيضاً بدينه وانحدر إبراهيم إلى بغداد وأقام بها وتعلم منه متى بن يونان وكان الذي يتعلم في ذلك الوقت إلى أخر أشكال الوجودية. وكان ما يسمى ما بعد الأشكال الوجودية الجزء الذي لا يقرأ إلا أن قرأ ذلك وصار الرسم بعد ذلك حيث صار الأمر إلى معلمي المسلمين أن يقرأ من الأشكال الوجودية إلى حيث قدر الإنسان أن يقرأ فقال أبو نصرانه قرأ إلى أخر كتاب البرهان.

ومن فوائد التاريخية في الكتاب ما ذكره صاعد بن بشر في مقالته في مرض البراقيا ما عاينه في ذلك الزمان من أهوال وجدها ومخاوف شاهدها. هذا نصه وقال وأنه عرض لنا من نضايق الزمان علينا والتشاغل بالتماس الضروري ولما قد شملنا من الخوف والحذر والفزع واختلاف السلاطين وما قد بلينا به مع ذلك من التنقل في المواضع وضياع كتبنا وسرقتها ولما قد أظلنا من الأمور المذعرة المخوفة التي لا نرجو من كشفها إلا الله نقدس اسمه قال ابن أبي أًصيبعة هذا ما ذكره أي صاعد وما كان في أيامه إلا الاختلاف ملوك الإسلام بعضهم مع بعض وكان الناس سالمين في أنفسهم آمنين من القتل والبغي فكيف لو شاهد ما شاهدناه ونظرا ما نظرناه في زماننا من التتار الذين أهلكوا العباد وخربوا البلاد وكونهم إذا أتوا إلى مدينة فما لهم إلا قتل جميع من فيهم من الرجال وسبي النساء والأولاد ونهب الأموال وتخريب القلاع والمدن لكن استصغر ما ذكره واستقل ما عاينه وحقره ولكن ما الطامة إلا ما فوقها طامة أعظم منها ولا حادثة إلا غيرها تكبر عنها والله الحمد على السلامة والعافية

ومن فوائده التاريخية أيضاً ما ذكره في ترجمة ابن بطلان قال إن مشاهير الوباء في زمانهم وباء سنة ست وأربعين وأربعمائة فإنه دفن في كنسية لوقا بعد أن امتلأت جميع المدافن التي في القسطنطينية أربعة عشر ألف نسمة في الخريف فلما توسط الصيف في سنة سبع وأربعين لم يوف النيل فمات في الفسطاط والشام أكثر أهلهما وجميع الغرباء إلا ما شاء الله وانتقل الوباء من العراق فأتى على أكثر أهله واستولى عليه الخراب بطرق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015