مجله المقتبس (صفحة 187)

لذاك العهد صنع الذهب والفضة والقلز والأسلحة والحلي والزجاج والخزف والمينا ونسج الثياب من صوف وكتان وأنسجة شفافة أو موشاة بالذهب.

عقود الأبنية - كان المصريون أقدر البنائين القدماء في العالم أقاموا المعاهد العظيمة حتى صارت كأنها خالدة بحيث لم يقو الزمن لعهدنا على تقويضها وتبديدها ولم يبنوا مثلنا بيوتاً لسكن الأحياء بل كانت مبانيهم خاصة بالأرباب والموتى فيبنون لهذا الغرض المعابد والمقابر. ولم يبق من مساكنهم إلا رسوم محيلة أما قصور الملوك فلم تكن على قول اليونان غير خانات بالنسبة للقبور. ذلك لأن المسكن يبنى ليأوي إليه الإنسان في حياته والقبر يبقى خالداً على الدهر.

القبور - أصل الهرم الكبير قبر ملوكي والقبور القديمة هي من هذا النوع. وترى في مصر السفلى إلى اليوم أهراماً مصطفة كالشوارع أو مبددة هنا وهناك تختلف في الكبر والصغر. ثم صارت تقام القبور تحت الأرض يعمر بعضها تحت التراب وينحت الآخر من حجر الصوان الكرانيت في الجبال ولكل جبل قبور جديدة. وكانت مدينة الموتى أي مدافنهم على مقربة من مساكن الأحياء ولكنها أزهى وأوسع.

المعابد - يتطلب الأرباب كذلك مساكن طيبة خالدة وتتألف معابدهم من هيكل جميل وهو مأوى الرب تكتنفه القصور والحدائق وغرف الكهنة وحاشيتهم ودروج جواهرهم وأدواتهم وملابسهم وقد صنع مجموع هذه الأبنية المسورة في عصور كثيرة. فاشترك ملوك من جماع السلائل المصرية في تشييد معبد عمون في ثيبة من السلالة الحادية عشرة إلى السلالة الأخيرة ومن العادة أن يفتح في أول المعبد باب عظيم محني الجوانب وتقام على طرفيه مسلتان مبنيتان بشعاف الصخر مذهبة الأطراف أو تمثالان من الحجر على مثال جبار جالس. وقد يوصل إلى المعبد من طريق طويل نصبت في جوانبه تماثيل أبي الهول مصنوعاً من الحجر على صفين. هذه الأهرام والمنحنيات والتماثيل وأبو الهول والمسلات تنبئ بما بلغه المصريون من العناية بعقود الأبنية وكلها ثخينة قصيرة عميقة بحيث تبدو هذه المعاهد ضخمة لا يبليها الدهر ولا تفنيها الغير.

صناعة النحت - حاكى النحاتون من المصريين الطبيعة بنقوشهم. وإن الناظر ليدهش من أقدم التماثيل لما فيها من الحياة والبساطة ولاشك أنها كانت صور الموتى. ومن هذا الجنس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015