مجله المقتبس (صفحة 186)

الجسد وتلحق باوزيريس تحت الأرض حيث تغيب الشمس كل يوم فيما يظهر. هناك يتصدر اوزيريس في محكمته وقد أحاط به أربعة وعشرون محكماً فيؤتى بالروح أمامهم فتحاسب عما قدمته بين يدي نجواها في الحياة فتوزن أعمالها بميزان الحق وتطلب شهادة القلب. فيهتف الميت قائلاً: يا قلب إني ورثتك عن أمي منذ درجت على الأرض فلا تقم علي شاهداً تتجنى عليّ أمام الرب المتعال فالنفس الشريرة تعذب قروناً ثم تهلك والنفس الطيبة تطير أحقاباً وبعد محن كثيرة تنضم إلى زمرة الأرباب وتفنى فيهم.

الموميات - تستطيع الروح في خلال هذه الزيارة الدخول في الجسد لتستريح ولذا اقتضى أن يظل الجسد سليماً. ومن أجل ذلك تعلم المصريون طريقة تحنيط الجثث فيملؤون الجثة عنبراً ويغطسونها في مستحم من النطرون ويعصبونها بعصيبات فتصير مومياء. هكذا توضع المومياء في تابوت من خشب أو جبس وتودع في القبر مصحوبة بما يقتضي لها من ضروريات الحياة.

كتاب الأموات - كان يوضع بجانب المومياء كتاب صغير اسمه كتاب الموتى يذكر فيه ما ينبغي للنفس أن تقوله في العالم الثاني دفاعاً عن نفسها أمام محكمة أوزيريس وهو: ما ارتكبت خيانة وما عذبت أيماً وما ارتكبت محرماً ولا ألفت البطالة ولا وشيت بالعبد إلى مولاه ولا حبست الخبز عن المعابد ولا سرقت عصيبات الموتى ولا طعامهم ولا طففت مكاييل الحبوب ولا صدت الحيوانات المقدسة ولا قبضت الأسماك المقدسة. أطعمت الجوعان وأسقيت العطشان وكسوت العريان وقدمت الضحايا للأرباب وصنعت الوضائم للموتى وهنا تستبان حكمة المصريين وهي الاحتفاظ بالرسوم والتكاليف واحترام ما له علاقة بالأرباب وأن يكون المرء مخلصاً محتشماً محسناً.

الصنائع

الصناعة - المصريون أول من مارس الصنائع التي تمس حاجة الشعب المتحضر إليها فكانت الصور في القبور من عهد السلائل الأولى أي من نحو ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد تمثل ناساً يحرثون ويزرعون ويحصدون ويدرسون ويذرون الحبوب وقطعاناً من ثيران وخرافاً وإوزاً وخنازير وأعياناً حسنة ثيابهم واحتفالات وأعياداً يحتفل فيها بضرب العيدان أي كما كانت حياة هذه الأمة بعد ثلاثة آلاف سنة حذو القذة بالقذة. وقد عرف المصريون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015