مجله المقتبس (صفحة 183)

فتح المكسيك وأن تتوفر العناية بتصحيح المسودات من الأغلاط اللغوية والمطبعية لتكون صحيفتهما حجة في الأدب كما هي حجة في العلم المادي فطرحا ذاك الموضوع لقلة غنائه وأنشآ يعنيان بإصلاح الأغلاط وأقاما معهما كاتباً على إنشائه.

وهناك مسألة طالما خالجت فكري وذاكرت أحد صاحبيه بها ألا وهي أن منشئيه لم يربيا على منهجهما العلمي ناساً يخلفانهما وما أخال ذلك إلا ميسوراً لهما لو صحت عزيمتهما عليه لأن المدرسة التي تعلما فيها لا تزال تخرج كل سنة من لو ساعدتهم الأحوال وأخذ أرباب البصر بأيديهم لكانوا مثلهما. وما أدري لم لم تصف للمقتطف طبقة ممن ساعدوه من أول نشأته فساروا معه إلى آخر دور من أدواره فقد اتصل بعض مساعديه بأعمال أخرى فزهدوا في المثابرة على مساعدته أو سئموا ولم يثبتوا في حين أخذ المقتطف منذ بضع سنين يؤدي جوائز للكتاب كما كان يفعل صاحب الجوائب قديماً.

ومع أن للمقتطف أعواماً طويلة في خدمة القلم يحق له كما قال لي أحد رجال الأدب ممن خبروا المجلات الأميركية والإنكليزية أن ينشر ولو في الأحايين موضوعات هي من بنات أفكار كاتبيه ومن ثمرات مباحثهما الخاصة شأن غيره من المجلات الكبرى في بلاد الغرب ولكن المقتطف لا يرى إلا الأخذ عن الغربيين وعنده معظم ما هو من أصل شرقي مظنة للظن والريبة لا يعتد به في الغالب.

وفي الختام أثني على هذا الكتاب العلمي الدوري بما هو أهله لأنه كان خير واسطة علمية بين أفكار المغاربة والمشارقة وأرجو أن تطول أيام صاحبيه ليظلا يودعانه ما ينفع طلاب الحقائق على الدهر وآمل أن يكون في اشتراك كاتبيه هذه الأعوام الطويلة أحسن معلم للمشارقة وداع لهما إلى الاجتماع تذرعاً إلى إصلاح السعادتين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015