مجله المقتبس (صفحة 184)

ديانة المصريين

يقول هيرودتس أن المصريين من أشد البشر تديناً ولا يعرف شعب بلغ في التقوى درجتهم فيها فإن صورهم بجملتها تمثل ناساً يصلون أمام رب وكتبهم على الجملة أسفار عبادة وتنساك.

الأرباب المصرية - رب الشمس رأس الأرباب (الآلهة) عندهم وهو الخالق المحسن العليم الكائن منذ البدء له امرأة وابن عريقان مثله في الربوبية وكان المصريون يتعبدون بهذا التثليث الذي تختلف أسماؤه وإن اتحدت مسمياته فكان أهل كل إقليم يسمي كلاً من هذه الأسماء الثلاثة باسم يختلف عن الآخر. ففي منفيس سمي الأب فتاح والأم سيخت والابن ايموتس وفي أبيدوس سموها أوزيريس، ايزيس، وهوروس، وفي ثيبة عمون، وموت، وشونس. ثم اختار أهل كل إقليم أرباب الأقاليم الأخرى وقد يشتقون من كل رب تثليث أرباب أخرى وهكذا تعددت الأرباب وتشوش الدين.

اوزريس - لهذه الأرباب تاريخ وهو تاريخ الشمس فكان هذا الكوكب يتراءى للمصريين كما يتراءى لغالب الشعوب الأصلية أنه أقدم المخلوقات وبعبارة أخرى أنه من الأرباب فاوزيريس أي الشمس قتلها سيت رب الليل وايزيس القمر امرأته تبكيه وتدفنه وهوروس ابنه الشمس الساطعة يأخذ ثأره قاتلاً قاتله.

عمون را - هو رب ثيبة صور عندهم مجتازاً السماء كل يوم في قارب وأرواح الموتى تقذف به بمجاديف طويلة فالرب يقف في المقدم مستعداً لضرب العدو برمحه. وهاك النشيد الذي كان يتغنى به تعظيماً له. السلام عليك أنت تهب محسناً أنت تهب صادقاً يا مولى الأفقين أنت تطوف السماء من عل وأعداؤك هالكون. السماء في أنس والأرض في فرح والأرباب والناس في عيد وكلها اجتمعت لتمجد را يشاهدونه في قاربه وقد كسر العدى. يا را هب فرعون حياة طيبة وامنحه ما يقوته من خبز ويرويه من ماء وطيب شعره وعطر أردانه.

أرباب رأسها رأس حيوان - مثل المصريون أربابهم في صورة آدمية تارة وعلى مثال البهيمة أخرى. ولكل رب حيوانه فيتجسد فتاح في الجعل. وهوروس في الباشق. وازوريس في الثور. وتختلط الصورتان طوراً في إنسان رأسه رأس حيوان أو في حيوان رأسه رأس إنسان. وللرب عندهم أن يكون ذا أربع صور وأشكال فيكون هوروس مثلاً

طور بواسطة نورين ميديا © 2015