وعلقت على ذلك أيضا فقلت: إن ما تراه من الأمور الطيبة من تيسير المعاملات وبعض مظاهر العدالة والتقدم الإداري والتقدم الصناعي تعتبر مثل بالون الأطفال الذي ينفخ فيكبر ويعجبهم منظره ثم ينفجر في أيديهم فإذا هو مزق ترمى في القمامة وهكذا حضارة هؤلاء القوم، ولولا أن من سنن الله الكونية أن يجعل أزمَّة أمور الدنيا في أيدي من يبذلون الأسباب لأخذها ولما أبقى هؤلاء الناس لحظة واحدة، ولكن لا بد من أمة أخرى تستلم قيادة البشرية أكثر تعميرا للأرض وأقل فسادا فإذا وجدت هذه الأمة فستنتهي الحضارة المادة الغربية العفنة، وإني لأرجو أن تكون هي الأمة الإسلامية التي لا يخاف أهل الغرب غيرها من الأمم كما يخافونها وهذا المعنى هو مضمون رسالة الأستاذ المودودي المسماة: الصلاح والفساد.
صلاة الجمعة في مسجد البلاليين:
وفي يوم الجمعة 16/8/1398هـ أخذنا الأخ تاج الدين إلى مسجد البلاليين لأداء صلاة الجمعة فيه.
وبعد الأذان تقدم شاب في الثلاثين من عمره تقريبا، وهو طبيب وبيده أوراق فيها ترجمة بعض المعاني لسور قصيرة من القرآن الكريم وأخذ يقرأ وينفعل والناس ينفعلون معه، ويتكلمون بعض الكلمات التي كنت أفسرها بأنها للتعجب حيث يكبرون في بعض الأوقات.
وتارة يضحكون وبعد الصلاة ذكرت للأخ تاج الدين أن ذلك مما يجب التنبيه عليه، لأنه يجب السكوت في خطبة الجمعة فوعد أنه ينبه على ذلك في أقرب فرصة.
ولقد كان الإمام لا يقدر على إخراج الحروف م مخارجها، بل إنه اختصر سورة الفلق في قراءته لعدم تمكنه من حفظها، وساءنا ذلك وكلمت الأخ تاج الدين وقلت له: الأفضل أن تتولى أنت خطبة الجمعة والإمامة حتى تعلم من يجيد ذلك ويصلح للخطابة والإمامة.
فأجاب بما مضمونه أن القوم يرغبون أن يتولوا ذلك بأنفسهم وإن كانوا مقصرين.