وأن الاكتفاء بنتف الترجمة ليس هو السبيل للفهم الصحيح للإسلام، وحان موعد صلاة المغرب فقطع الحديث وأقيمت الصلاة، كما شرح لهم بعد ذلك أن الناس سواسية كلهم لآدم لا فضل لعربي على عجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى: إن أكرمكم عند الله اتقاكم، وضربت لهم أمثلة موضحة لذلك بأن الإنسان لم يختر أباه ولا أمه ولم يختر الأرض التي ولد عليها، ولا اللون الذي خلق عليه ولذلك فلا فضل له في شيء من ذلك حتى يفتخر به على سواه من بني البشر، وإنما اختار العقيدة التي آمن بها والسلوك الذي صار عليه فهو الذي يجدر به أن يعتز به لا بسواه: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} .
وغير ذلك من المعاني التي اقتضاها المقام ويسرها الله سبحانه: ومنها الحث على موالاة المؤمنين ومعاداة الكافرين والحذر من كيد أهل الكتاب وطوائف الكفر كالقاديانية وغيرها ثم فتح باب الأسئلة الذي استغرق وقتا أخرت من أجل صلاة العشاء عن الوقت المعتاد وكان الأخ تاج الدين شعيب هو الذي يترجم هذه الأحاديث جزاه الله خيرا.
أذن بعد ذلك للصلاة وأقيمت صلاة العشاء وبعد الصلاة ودعنا الحاضرون بعاطفة أخوية وأظهروا تلهفهم لسماع مثل هذه الأحاديث ومحبة زيارة علماء المسلمين لهم.
نحن من المسجد وهم من المسرح:
ذهبنا بعد ذلك نلتمس بعض المطاعم لتناول طعام العشاء وكان الوقت متأخرا فوجدنا أكثر المطاعم التي يعرفها الأخ تاج الدين مقفلة، ولكن هناك مطاعم تفتح أبوابها للناس ليلا ونهارا فذهبنا إلى أحدها وطلب منا الأخ تاج الدين أن نبقى في السيارة ريثما يحجز لنا مقاعد تناسبنا لأن دخول هذا المطعم وأمثاله بالترتيب لعدم اتساعه لكل الناس لكثرتهم.