وهذا يذكرني بقول الشاعر الصوفي:
وكنت امرأ من جند إبليس فارتمى
بي الدهر حتى صار إبليس من جندي
فقد تحمس أرباع متعلمينا لنظريات أسيادهم أكثر من أولئك السادة.
في مسجد البلاليين:
وبعد الانتهاء من مشاهدة الفيلم المذكور ذهبنا إلى مسجد البلاليين الذي يعمل به الأخ تاج الدين شعيب، وكنا على موعد معهم لإلقاء حديث فيهم ثم الإجابة على أسئلتهم.
وكان اجتماعهم قبل صلاة المغرب بساعة تقريبا تم فيه تعريف تاج الدين بنا للحاضرين. أعقب ذلك تعريف الدكتور محمد بيلو الحاضرين بمهمتنا ومشاعرنا نحو المسلمين في البلدان التي زرت ثم إلقاء الحديث الرئيسي الذي تضمن شرح معنى الإسلام العام وأنه دين الأنبياء والرسل من لدن آدم عليه السلام إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وبيان معنى الخلافة التي خلق الله البشر من أجلها، وكيف تم تحقيقها في الأرض في تاريخ البشرية الطويل.
تم إيضاح معنى الإسلام بمعناه الخاص وهو دين الله الأخير بتفاصيله التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم في آخر كتاب نزل مهيمنا على كل ما عداه، وانقسام الناس حول هذا الدين وواجب الأمة الإسلامية التي أخرجها الله للناس لتهديهم إلى صراط الله مستقيم، وأن فهم هذا الدين لا يكون إلا عن طريق العلم به من كتاب الله وسنة رسوله وعلى أيدي علماء متخصصين فيه بذلوا جهدهم في تحصيله، وليس كل وليس كل من ادعى فهم هذا الدين بصادق في دعواه ما لم يأخذه عن طريق السلف الصالح.
وأن أقرب الناس إلى فهمه هم الذين أخذوه كذلك باللغة العربية التي هي المفتاح الأساسي لفهم الوحيين العربيين.