وفي صباح يوم الجمعة الموافق 10/8/1398هـ ذهبنا إلى مسجد السلام في شيكاغو الذي يجتمع فيه السوريون والفلسطنيون لأداء الصلوات جماعة، لا سيما يوم الجمعة ويومي الإجازة الرسمية: السبت والأحد، وهو عبارة عن قاعة واسعة نسبيا في الدور الثاني من العمارة يوجد في مؤخرتها ستارة يصلي وراءها النساء وعندما دخلنا المسجد وجدنا شيخا مصريا أزهريا يتحدث إلى الحاضرين أحاديث دينية قبل صلاة الجمعة فجلسنا نسمع حديثه وكان باللغة العربية.
وعندما حان وقت الصلاة أذن المؤذن وخطب أخونا الأزهر باللغة الإنجليزية وصلى بنا، وبعد الصلاة طلب منا أن نقدم أنفسنا للمصلين وأن نقدم لهم نصيحة فقام زميلي الدكتور بيلو وعرف الناس بنا وبمهمتنا ثم طلب الأخ الأزهري مني أن ألقي كلمة في الحاضرين، فقلت إذا أمكن أن يحصل اجتماع بعد المغرب هنا لإلقاء درس فقد يكون أفضل حتى لا يمل الناس إذ قد سمعوا درسا قبل الصلاة ثم خطبتي الجمعة والوقت وقت غداء وراحة فألح أخونا الأزهري على إلقاء نصيحة الآن فاستعنت بالله وألقيت كلمة مختصرة تضمنت تهنئة المصلين بحرصهم على أداء الواجبات والفرائض والحث على الاستمرار في ذلك والابتعاد عن المفاسد والمحرمات وأن الجنة حفت بالمكاره والنار حفت بالشهوات، وأن هذه المكاره وهذه الشهوات ماثلة في هذا البلد أكثر من بلادنا ولذلك فعلينا أن نضاعف جهودنا للتمسك بديننا في هذه الأجواء الخانقة بالنسبة للمسلم.
وبعد الفراغ من ذلك تعارفنا مع الإخوة الحاضرين وعرفنا الأخ الأزهري بنفسه واسمه أحمد زكي حماد وهو مبعوث من وزارة الأوقاف المصرية للعمل مع مسلمي شيكاغو.
وكان يعمل مع الشيخ محمد الغزالي في وزارة الأوقاف المصرية قبل ذلك، ولقد وجدنا في الأخ أحمد زكي الرجل المؤمن الصادق ذا العلم والخلق الفاضل والتحمس للدعوة إلى الله.