لم تقف الجبال سدا منيعا ضد نشر الدعوة، فلقد عبر هو ومن معه من المرابطين جبال الأطلس عازمين على فتح مدينة (أغمات) فمروا على وزده وشفشاوة فأخضعوا من فيها لحكم الإسلام، وكذلك سائر منطقة جدميوه، ثم اتجه إلى مدينة (أغمات) وأميرها لقوط بن يوسف المغزاوي فحاصرها المرابطون، ودافع عنها أميرها دفاعا شديدا، ولكنه وجد أن لا فائدة من المقاومة وخاف من بأس المرابطين، ففر مختفيا والليل، والتجأ إلى (تادلا) تحت حماية بني يفرن، ودخل المدينة المرابطون سنة 449 هـ وأزالوا ما بها من مناكير استراحوا بها نحو شهرين، قصدوا بعدها تادلا ودعوا أهلها إلى الدخول في الدعوة فأبى عليهم أمراؤهم من بني يفرن، فهاجموهم وقتلوا من خالفهم، وظفروا بأمير (أغمات) فقتل ومن معه..
الإمام ابن ياسين والبراغواطيون..
لم يكن في المغرب أخطر على الدعوة الإسلامية من البرغواطيين وكانوا أقوياء بحيث لم يستطع الحكام والأمراء المغاربة قبل عبد الله أن ينالوا مني وكلفا مرت الأيام ازدادوا قوة وبأسا واستماتة في سبيل نشر مبادئهم الهدامة ضد أصول وقواعد الإسلام، لهذا فقد كان كل هم الإمام هو القضاء على هؤلاء الخلق..
هذه القبائل التي تسمى (البرغواطية) كانت تدين بمذهب تتنافى تعاليمه مع أحكام الإسلام فقد أسه رجل يهودي يسمى طريف بن برناط من أعمال شدونة بالأندلس، كان من جماعة يهودية تقصد الإساءة إلى الإسلام بتغيير أصوله منتهزين الفرصة مهما طال الزمن لينفثوا سمومهم، يوصى بعضهم بعضا حتى إذا الوقت المناسب أعلنوا ذلك.