أمر عبد الله بإزالة المنكرات، ورفع المكوس الجائرة، وتفريق الأخماس على المرابطين وفقهاء البلاد وتطبيق أحكام الدين، واختار عاملا من قبيلة لمتونة لحكم سجلماسة ذكر المؤرخون: (أنهم أصلحوا أحوال سجلماسة وغيروا ما فيها من المنكرات وقطعوا المزامير وأحرقوا الديار التي بها بيع الخمور) أخذ عبد الله رحمه الله الإمام والمعلم يستعد لغزو بلاد السوس وكان ذلك عام 484هـ فغزى بلاد جزولة وماسة فضمها للمرابطين ثم قصد عاصمة السوس مدينة (تارودانت) وكان بها طائفة من الشيعة يقال لها البجلية نسبة إلى مؤسسها عبد الله البجلي الرافضي وكانوا قد قدموا إلى سوس زمن أبى عبد الله الشيعي أواخر القرن الثالث الهجري، وزمن حكم الفاطميين بالمغرب، ونشروا مذهبهم، وتوارثوه جيلا بعد جيل وكان مذهبهم يتضمن كثيرا من التعاليم المثيرة التي منها أنهم لا يرون الحق إلا ما في أيديهم.
هاجم المرابطون المدينة هجوما عنيفا ثم اقتحموها وقتلوا من الشيعة كل من خالفهم، حتى إذا استسلم الباقي طلبوا منهم - كما كانت عادة الإمام - أن يسلموا إسلاما جديدا، ويبايعوا بيعة جديدة، وقضوا أيضا على تجمعات اليهود بتلك المنطقة واستولوا على سائر نواحيها، وعين عبد الله لها عاملا المرابطين، وأوصاهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأتباع ما جاء به القرآن والسنة، وإسقاط المغارم والمكوس والاكتفاء بتحصيل الزكاة والأعشار.. [1] .