أما بالنسبة لقانون الارتقاء الروحي والعقلي فإن الإسلام يدعو الإنسان إلى المحافظة على عقله الذي كرمه الله به وميزه عن الحيوانات الأخرى لذلك حرم عليه كل شيء يؤدي إلى فقدانه لهذه الخاصية المميزة له فحرم عليه المسكرات والمخدرات باعتبارها عوامل هدم للمجتمع وقتل لمواهب الإنسان وصرف للطاقات البشرية في غير الوجهة التي يجب أن توجه إليها وهي تتنافى مع مطالبة الإنسان بالسمو الروحي الذي هو من مميزات الإنسان وهي التي تمنحه السكينة والطمأنينة {أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} وهي التي ترفعه عن الخلود إلى الأرض واتباع الشهوات والانغماس في الحياة المادية {إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [15] .

إن فقدان التربية الروحية للإنسان يؤدي به إلى الانحلال والفوضى وسيطرة الشهوات وانتشار الأدواء الاجتماعية مثل الحسد والبغضاء والكذب والنفاق الخ. إذ أن الجانب الروحي في حياة الإنسان يمثل إحدى حاجاته الطبيعية التي تبعده عن كثير من الأمراض المادة وتحقق له السعادة في الدنيا والآخرة وتسمو نفسه إلى درجات الكمال والنماء والرقي والعبادات التي فرضها الإسلام من صلاة وصوم وزكاة وحج وخضوع كامل لله هي الطريق إلى السمو الروحي والكمال العقلي ووسيلة إلى السعادة في الدنيا والنعيم المقيم في الآخرة {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} [16] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015