إن الأمة المسلمة عليها أن تكرر هذا الدور وهذا الانتشار في العالم لأن واجبها أن تقدم للعالم منهج الله ونظامه لأن في ذلك سعادته الدنيوية والأخروية، وما قوة الصين الشعبية ونظرة العالم لها إلا من خلال العدد الهائل لسكانها وتوجس العالم منهم، وإن أعداء الإسلام لا يهابون إلا تزايد عدد المسلمين الذي سيؤدي إلى قوتهم وعن ذلك تقول مجلة التايم الأمريكية في عددها بتاريخ 11/ 1/1961م: "الحقيقة أن سيادة أوروبا السياسية تتوجس خطرا سياسيا شديدا من تزايد السكان في آسيا والعالم الإسلامي في النصف الثاني من القرن الجاري". [14] إن قوى الشرك والصليبية والاستعمار والشيوعية والصهيونية العالمية كلها أعداء يتربصون بالعالم الإسلامي ويحيكون الدسائس والمؤامرات التي تعطله عن بناء قوته الاقتصادية والسياسية والعسكرية ومن أهم المعوقات التي يركزون عليها الدعوة إلى تحديد النسل في الوقت الذي تحرم الصليبية واليهودية على اتباعها تحديد نسلهم بل تطالب فيها إسرائيل من دول العالم مدها بالرجال لتزيد من قوتها العسكرية والسكانية والعالم لا يعترف اليوم إلا بمنطق الأقوى والأشد ولا شدة ولا قوة بعد الله إلا بزيادة الكفاءة السياسية والقتالية للعالم الإسلامي ولا سبيل إلى ذلك كله إلا بتكاثر النوع وزيادة السكان.