مع اليهود إقليمية وليست عقيدية، حتى لا تتحرك لها مشاعر أمة صاحب الإسراء صلوات الله عليه، فدرّجوها من قضية القدس المقدس إلى قضية فلسطين إلى أزمة الشرق الأوسط، ولأننا أصبحنا إقليميين قوميين، تقبلناها منهم بسرعة، واستقر الأمر عند مجرد أزمة وتزول، وأمسينا جميعاً على كل المستويات نرددها، فلم تعد قضية إسلامية ولا حتى عربية، وقلّ أن تذكر فلسطينية، وإنما هي أزمة الشرق الأوسط، على وزن أزمة الشرق الأدنى سابقاً، ولازلنا وجدنا نبتلع غم هذا الكرب العظيم [2] فهل نرى الجامعة العربية يوماً _ ولا يعز على الله أمر _ يتحول فيها بناؤها الفخم المطل على النيل الجميل إلى جامعة إسلامية، فيدخل في نشاطها الحالي نشاط إسلامي، ولو توقن لنا آخر ما يحدث الآن في الصومال، من منع تحفيظ القرآن الكريم والقبض على محفظيه، أليس الصومال عضوا في الجامعة تعرب أخيراً ليأمن لدى العرب غائلة الجفاف والفقر على يد الشيوعية؟ نتمناها جامعة إسلامية، وليست فقط عربية، وفيما نزل بنا من عقاب الله كفاية {أَوَلا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لا يَتُوبُونَ وَلا هُمْ يَذَّكَّرُونَ} ولكن من المؤكد أنه سيعز دين الله، واليأس في ديننا كفر؟!
الإخوة الفضلاء: