وما قصة التفرقة بسبب اللون، وهي قصة تلطخت بها مدنية المتحضرين فوق تلطخات ومخاز أهلكت بها الكثير في بؤر المظهر،… لقد أعطاني المدرس وأنا صغير درساً في سبب تباين ألوان البشرة! وقال لي: "إن البشرة يسود لونها إذا عاش الإنسان في المناطق التي تشتد فيها حرارة الشمس، وتكون بيضاء في المناطق الباردة"فلما كبرتُ وكبرت معي مداركي بعض الشيء، علمت أولا بأن هذه النظرية منقولة إلينا عبر الماضي من عند غيرنا، وعلى كل حال لا مانع من أن نقبل أي مفيد من أيّ جهة، فلسنا متزمتين، وقد يكون ذلك صحيحاً فالكون لله، والحرّ والبرد وهو مقلبهما، لكني سألت نفسي في مجتمعها القومية وارتقت الربانية، إلى أن بدأ المسلمون ينسلون من دينهم رويدا عصرا بعد عصر، وبدأ ثعبان القوميات والعصبيات يخرج من جحره، إن الأوروبيين عاشوا مئات السنين مستعمرين للمناطق الحارة، ولم يتغير لون بشرتهم.. وزنوج أمريكا عاشوا فيها قرونا ولم يتغير لون بشرتهم، والطفل الأوربي الذي ولد تحت خط الاستواء، وتلقفته الشمس الحارقة وكبر تحتها لم يتغير لونه، والملونون من مستوطني البلاد الثلجية لم تغير الثلوج البيضاء ألوان أطفالهم الذين لونهم الله بها وهم أجنة في بطون أمهاتهم، ثم إن هؤلاء السمر ابتداًء من صعيد مصر إلى آخر القارة الإفريقية هل كانوا جميعاً عراة حتى غيرت الشمس لون كل أجسامهم، أم أنه لو كانت الشمس هي المغيرة للون لكان الوجه وحده الذي يتغير ويبقى الجسم المستور بالثياب بغير تغيير، فمعروف بأن الأبيض كله أبيض، وأن الأسمر كله أسمر، وقد يقول قائل:- إننا نلاحظ تغيير لون الوجه الأبيض إذا تعرض للشمس طويلا، أوافقه، لكنه تغير قليل لا يلبث أن يعود إلى أصل لونه، عندما ينتهي التعرض لحرارة الشمس، ثم هناك ألوان متعددة فاللون الأصفر يغلب على معظم دول آسيا، فهل الشمس هناك صفراء، والبلاد العربية لونها بَيْنَ بَيْنَ؟! وغير هذا من ألوان متباينة، وصور في تكوين