ثم أخذ يسألنا عن أحوال بلادنا وعن طرق معيشتنا وعن علاقتنا بالدول الأخرى وقد لبثنا عنده أكثر من ساعتين وكان يستبقينا كلما أردنا الذهاب ويفيض في البحث في مثل هذه المواضيع، ولما رأينا رغبته في ذلك قلت له: انه حكومتنا تمنح سمات الدخول كل سنة لأكثر من ألف شخص من رعايا حكومة جنوب إفريقية من المسلمين ولذلك فنحن نتوقع أن تكون معاملتكم لنا بالمثل، فضحك وقال: أولئك الناس جماعتكم أو يوربيبل إنك تقصد المسلمين الذين يذهبون إلى بلادكم للحج، فأولئك أصلهم من الشرق، أما بالنسبة لي أنا أعتقد أن الأمر يختلف، أليس كذلك؟ فقلت له: إنني شخصيا ليست لدي الخبرة في أمور الجوازات والإقامة، ولكن الذي أعرفه أن حجاجا كثيرين من رعايا بلادكم يصلون للملكة كل عام..
هذا وقد خرجنا من عنده فودعنا إلى خارج باب مكتبه، وهو يعتذر عن عدم تمكنه من منحنا سمات الدخول ويعد بالتوصية بذلك لدى حكومته.
هذا وقد خرجنا من عنده ونحن عازمون على إلغاء زيارة جمهورية جنوب افريقية من برنامجنا لذلك السبب لأنه لا يمكننا أن نقيم في روديسية حتى ترد الإجابة، لضيق وقتنا، ولأننا سياسة تلك الحكومة العنصرية الهوجاء تقوم على عدم تسهيل دخول رعايا البلاد التي تقوم عنها أنها ملونة..
مسجد هراري:
هناك في روديسية يسكن الإفريقيون في أماكن منفصلة ضمن مساحات معينة تلك كانت السياسة الرسمية للحكومة الروديسية في السابق..