وقد بنت الحكومة مدينة صغيرة في ضاحية سالسبوري للإفريقيين من أهل الوظائف والقادرين على دفع الأقساط الشهرية المستحقة وتسمى (هراري) وهى تقع في الجنوب الشرقي من المدينة سالسبوري الروديسية وهي تتكون من بيوت جميلة تعضها على شكل (فلات) ، وبعضها على شكل وحدات سكنية أي على شكل غرفة كبيرة من الخارج تنقسم إلى عدة غرف في الداخل ويحيط بكل بيت مساحة مزروعة من الأرض، ولولا أن الأرض كلها خضراء لأسميتها حديقة.. وفيها الشوارع المسفلتة، والكهرباء الكاملة والحدائق والملاعب
إلا أن ما يضايق الإفريقيين-وهو شيء يضيق حقا-إنهم مجبرون حتى الآن على السكنى منعزلين عن غيرهم من الأوروبيين والآسيويين، وقد كان هؤلاء الأوروبيون والآسيويون-ممنوعين من الدخول إلى مناطق سكن الإفريقيين ويتعرض من يجرؤ منهم على دخول منطقة سكن الإفريقيين إلى التحقيق معه من قبل الشرطة ولكن ذلك قد خف الآن بسبب المشكلة التي تتخبط فيها الحكومة الروديسية غير الشرعية نتيجة لإعلانها الاستقلال من جانب واحد. ولما سألت عن حجة الحكومة أو الشرطة في هذا الأمر قالوا إنهم يقولون إن ذلك لحماية الأوروبيين والآسيويين مما قد يصيبهم من الإفريقيين لأنهم قد يتعرضون لمشاكل بزعمهم لتخريب سيارتهم. وهذه حجة ساقطة كما هو ظاهر. وكنا دخلنا المسجد في تلك الحارة فإذا به نظيف جميل متوسط السعة يحيط به فناء صغير ألحقت به مدرسة (كتاب) من غرفة واحدة كبيرة وغرفتين لسكنى المدرس وهو مبني بالطوب الأحمر ومسقف بشكل جميل ومفروش بفرش بسيط والواقع أن بنايته هنا للمسلمين في حي أغلبه من الإفريقيين غير المسلمين كان مناسبا بل كان توفيقا من الله سبحانه وتعالى تم بناؤه بطريقة جمع التبرعات وساهمت الجمعية الإسلامية التي يرأسها السيد علي آدم بنصيب كبير من نفقاته. وهذا المسجد يبعد عن قلب مدينة سالسبورى3 أميال فقط وأمامه يسمى حبيب ماتشنقجى وهو من أصل صومالي..