وبعد مدة قصيرة حضرت فتاة فأشارت إلينا بالدخول إلى غرفة مجاورة فلما دخلناها وجدنا فيها رجلا أبيض عرفنا فيما بعد أنه نائب القنصل فاستقبلنا ببرود وبتكبر وترفع ظاهر ولما أخبرناه بقصدنا وأننا عرب سعوديون واطلع على جوازاتنا تغيرت لهجة حديثة وبدأ يظهر اللين في القول، والمجاملة في العبارة.
وقد بحثنا معه طلبنا للحصول على أذن الدخول إلى جمهورية جنوب إفريقية فأجابنا بأنه يود ذلك ولكنه ليست لدية صلاحية منحنا تلك التأشيرات وقال: إنني مع معرفتي بأن القنصل نفسه لا يستطيع فإنني سوف أتكلم معه ثم تكلم مع القنصل بالإنكليزية وشرح له موضوعنا وقال: إنهم من رجال العلم ومعهم مبلغ كاف من المال يريدون أن يروا البلاد ثم أخذ يتكلم معه باللغة الهولندية وهي اللغة الثانية في جنوب إفريقية ثم بعد ذلك قال لنا: إنني آسف إذ أخبركم انه لا يستطيع أن يمنح سمات الدخول لكم إلا جهة واحدة هي حكومة بروتيريا في جنوبي أفريقية تلكم هي قوانين بلادنا، وسوف نشفع طلباتكم بتوصية إعطائكم السمات المطلوبة وأكاد أؤكد إنها ستعطى لكم، فقلنا له إن الأيام المخصصة لرحلتنا في أواخرها ويصعب علينا الانتظار حتى ورود الجواب الذي قال إنه سيستغرق أسبوعين على الأقل، فقال: إنني سوف أرسله مستعجلا، ومع ذلك أستطيع في حدود صلاحيات أن أعطيكم سمة مرور في مطارات جنوب إفريقية.