وعلى رغم أن جوازاتنا غريبة في هذه البلاد فلم يبد استغرابه لنا وإنما نظر إلى أحد الجوازين وقال: هل الآخر مثله؟ فقلنا: نعم. فاكتفى بنظر الأول ثم قال هل معكم تذكرة عودة إلى بلادكم قلت نعم. ولم يطلب إبرازها أو النظر فيها. ونظرنا إلى أننا قد أنهينا بعد جميع المسافرين فقد وقف قريبا منا رجل أوروبي كهل عرفنا فيما بعد أنه ضابط في جمرك المطار وأرشدنا إلى مكان حقائبنا، وكنت أحمل معي في يدي حقيبة يدوية، وحقيبتي الكبيرة الثقيلة فقد أسرع ليحمل بنفسه حقيبتي إلى مكان التفتيش وذلك مع كونه أسن مني وعندما مانعت في ذلك حمل حقيبتي اليدوية وحملت أنا حقيبتي الكبيرة ولا أدري أين الحمالون. وعندما وصلنا إلى مكان التفتيش سألني أوروبي شاب عن النقود التي نحملها فأخرجناها لنعدها فقال إنه لاداعى لعدها اكتبوا ما شئتم، ثم فسحوا لنا الطريق للخروج من المطار بدون أن يفتشوا شيئا من حقائبنا لا الكبيرة ولا الصغيرة حتى إيصالات الحقائب لم يطلبوا منا أن نعطيهم إياها.
مدينة سالسبورى..
ركبنا حافلة إلى البلد والمسافة بينهما (12) كم والأجرة شلنان ونصف أي ريال ونصف تقريبا. إنه شيء زهيد نظرا لفخامة الحافلة وبعد المسافة.
نزلنا في (فندق إليزابيث) وهو فندق أوروبي ولم أر فيه أحدا من غيرهم ولا أدري هل ذلك من باب المصادفة أم أنهم لا يسمحون بذلك.
يديره إيطاليون على رأسهم عجوز هي التي وجدناها في الإدارة وفي المكتب عجوز أخرى أوربية كأنها كاتبة، وأجرة الغرفة الواحدة فيه ذات السرير الواحد جنيه إسترليني وسبعة شلنات أي ما يساوي سبعة عشر ريالا تقريبا، ومستواه مستوى فنادق الدرجة الأولى في البلاد العربية فهو غاية في النظافة وفيه مطعم فخم ورياشه من أغلى الرياش والمياه في الغرفة حارة وباردة. وعلى كل حال فهو أرخص فندق نزلناه بالنسبة لمستواه في أي بلد آخر.