وأما ترتيب السور فالراجح عند الأئمة الأعلام أنه توقيفي أيضا، وهو هكذا عند الله في اللوح المحفوظ وفي عرض الرسول القرآن على جبريل كل سنة في شهر رمضان مرة وفي السنة التي توفي فيها مرتين…
وقد خالف هذا المترجم هذا الترتيب التوقيفي للسور في ترجمته، فأخر المقدم وقدم المؤخر، فباء بشؤم مخالفته الرسول صلى الله عليه وسلم واستحسان ذلك في ترجمته.
ولا ندري كيف استباح مشاقة الرسول بل مشاقة الله في ترتيب نظم كتابه ولأي سبب آثر ترتيبه على ترتيب الله ورسوله… اللهم إنه ضلال وعمى يبلغ الكفر إذا اعتقد أن ترتيبه أولى وأصح وأجدر…
ثالثا: أن من كبائر الذنوب والآثام القول في القرآن بغير علم ولا هدى في التفسير والترجمة؛ ففي الحديث: "من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار"وفي رواية "من قال في القرآن برأيه"وذلك بأن يتأول آيات القرآن على مراده وهواه؛ كتأويلات الفرق الضالة من القاديانية والبهائية والإسماعلية وغيرها في تفاسيرهم وترجماتهم للقرآن تأييدا لمزاعمهم الفاسدة ومقاصدهم الضالة، كتأويلات الجهال الحمقى بالتفسير الصحيح والرأي الرجيح كما اجترأ على ذلك هؤلاء المترجمون في آيات الكتاب العظيم.
رابعا: إن ترجمة معاني القرآن إنما تتم على الوجه الصحيح السائغ إذا توفر للمترجم فهم معاني القرآن فهما صحيحا كما فهمه الصحابة والأئمة الأعلام في الإسلام، ثم ترجم مفاهمه من معاني آياته ترجمة صحيحة…