نهائياً من أيدي المسلمين، وجعلها مركزاً رئيسياً من مراكز الصليب والاستعمار الصليبي.. هذا هو الغرض الذي يرمي إليه كل من ينادي بالتدويل..

أيها الأخوة: نخرج من هذا العرض الموجز أن المعسكر النصراني الصليبي يشعر بأن له فينا ثأر قديم ينتظر أية فرصة وبادرة كي يثأر لنفسه وينتقم منا وهذا الثأر من الروح الصليبية يشكلان منطلقاً جوهرياً وأساسياً لنظرته إلينا ومعاملته لنا، وعلاقته بنا..

المصالح الآنية:

أيها الإخوة: لقد كان للمعسكر النصراني في صراعه مع المسلمين لا سيما في الحديث جولات اجتاح فيها العالم الإسلامي بجيوشه من عسكريين ومبشرين وفنيين وخبراء وسوى ذلك، وقد أجرى خلال ذلك - وما زال يجري دراسات هامة ودقيقة عن العالم الإسلامي، وطبيعة أرضه وشعوبه وثرواته، خدمة لأغراضه هو ومصالحه قبل غيره، ولتمديد فترة وجوده وبقائه فيه، واستعماره له، واستغلاله لخيراته أطول فترة ممكنة، وذلك في حال عجزه عن رد المسلمين عن دينهم أو إبادتهم وتصفيته تصفية جسدية، وقد خرج من هذه الدراسات بنتائج جد هامة.

1- وجد أن العالم الإسلامي يمتد على رقعة من الأرض كبيرة جداً تمتد من أواسط أوروبا حتى أواسط روسيا فأواسط الصين، ثم ينحدر نحو الجنوب الشرقي ليشمل جنوب شرقي آسيا حتى أستراليا ثم يتجه نحو الجنوب ليشمل إفريقيا كلها تقريباً حتى أسبانيا (الأندلس الفردوس المفقود) .

ووجد أن هذا العالم الإسلامي المترامي الأطراف يضم جوانحه على أهم البحار التي تجري على سطحها معظم تجارة العالم، وأنه يملك معظم سواحلها ومداخلها، كالمحيط الهندي والبحر الأحمر والأبيض، والأسود، والساحل الشرقي للمحيط الأطلسي من رأس الرجاء الصالح حتى مضيق جبل طارق، وأنه إذا كانت بعض دول المعسكرات الجاهلية الأخرى تشاركه في السيطرة على القليل من سواحل هذه البحار، فإنه ينفرد دونها بامتلاك مداخلها والسيطرة عليها..فمثلاً:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015