فوضع كثير من العلماء مؤلفات خصصوها للضعفاء والمتروكين من رواة الحديث, وأدرجوا فيها أسماء الوضاعين وأوصافهم وأقوال العلماء في نقدهم وتجريحهم, وذلك ككتب "الضعفاء" للإمام البخاري والنسائي وأبي حاتم ابن حبان, ثم جاء من بعدهم عبد الله بن عدي الجرجاني, فألف كتابه "الكامل " ذكر فيه كل من تكلم فيه ولو كان من رجال الصحيحين, وقد بلغ فيه أوج الكمال, وهو في مقدار ستين جزءاً في اثني عشر مجلداً, كما قال الكتاني (?) . وقد طبع هذا الكتاب في سبعة مجلدات كبار.
وكذلك أدرجوا الوضاعين في كتب التاريخ التي صنفت في أسماء الرجال وأخبارهم ومنها "تاريخ البخاري" الكبير والأوسط والصغير, وتاريخ بغداد للخطيب البغدادي, وتاريخ أصبهان لأبي نعيم الأصبهاني, وتاريخ جرجان للسهمي وتاريخ دمشق لابن عساكر و"المنتظم" لابن الجوزي (?) وبعد هؤلاء جاء الحافظ الذهبي فوضع كتابه "ميزان الاعتدال في نقد الرجال" وقد احتوى هذا الكتاب المطبوع في أربعة مجلدات ضخمة على ذكر الكذابين والوضاعين, ثم على المتهمين بالوضع, لكنه ذكر فيه كثيراً من الثقات - كما قال المباركفوري - تبعاً لابن عدي الذي أورد في "الكامل" كل من تكلم فيه ولو كان من رجال الصحيحين (?) , وقد فات الذهبي جماعة ذيلهم عليه الحافظ العراقي, وقد عقب عليه أيضا الحافظ ابن حجر في كتابه "لسان الميزان".