ومع كثرة الوضاعين وضخامة ما ألف في ذكرهم من كتب, لم أجد من أفردهم في كتاب مستقل سوى الحافظ برهان الدين ابراهيم الحلبي في كتابه "الكشف الحثيث عن من رمي بوضع الحديث" قال السخاوي: "وهو قابل للاستدراك (?) . وقد عقد الحافظ ابن عراق الكناني لهم فصلاً في مقدمة كتابه تنزيه الشريعة المرفوعة, وذكر فيه أسماء عدد كثير منهم وقد بلغت الأسماء (1774) اسماً.
الفصل السادس: التأليف في الموضوعات
لم يكتف علماؤنا الأجلاء بتسجيل هؤلاء الكذبة, بل جمعوا أكاذيبهم ودونوها ليس من قصد أن يقرأها الناس ثقافة خالصة, للتزود بالمعلومات, كلا.. بل لكي يجتنبوها وينبهوا إخوانهم على أضرارها وآفاتها, فهو من باب "عرفت الشر لا للشر.. لكن أتقيه".
من أجل هذا فقد جمع كثير من العلماء ما تناثر في كتب من سبقهم من الموضوعات, فأودعوها أسفاراً أشهروها بين الناس, وفيها ما هو خاص بالأحاديث الموضوعة وتبلغ أربعين مؤلفا تقريباً (?) , ومن أهمها الكتب الآتية وقد رتبتها حسب وفيات المؤلفين:
1 - تذكرة الموضوعات: لأبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي, توفي سنة 507 ورتبه على حروف المعجم, وفيه يذكر الحديث ومن جرح راويه من الأئمة, طبع بمصر سنة 1323هـ. وقد أعيدت طباعته عدة مرات, وكان آخرها في مطبعة النهضة الحديثة سنة 1401هـ.
2 – الموضوعات من الأحاديث المرفوعات: ويقال له "الأباطيل" لأبي عبد الله الحسين ابن إبراهيم الجورقاني المتوفى سنة 543 وقد اكثر فيه من الحكم بالوضع بمجرد مخالفته السنة الصريحة. (?) , وقد طبع هذا الكتاب تحت اسم (الأباطيل والمناكير) بتحقيق وتعليق الدكتور عبد الرحمن الفريوائي سنة 1403هـ بالمطبعة السلفية في الهند.