فقد أبلوا فيه بلاء حسنا, وتتبعوا الرواة ودرسوا حياتهم وتاريخهم وسيرهم وما ظهر من أمرهم وما بطن, ولم يخشوا أحداً، ولم تأخذهم في الله لومة لائم, ولا منعهم من تجريح الرواة والتشهير بهم ورع ولا حرج, فكان شعبة يقول: "تعالوا حتى نغتاب في الله عز وجل" (?) وسئل أن يكف عن بيان - أحد الكذابين - فقال: "لايحل الكف عنه، لأن الأمر دين" (?) يقول الإمام النووي: "اعلم أن جرح الرواة جائز بل واجب بالإتفاق، للضرورة الداعية إليه, لصيانة الشريعة المكرمة, وليس هو من الغيبة المحرمة, بل هو من النصيحة لله تعالى ولرسوله والمسلمين" (?) لذا نشط العلماء في هذا الباب حتى أصبح علماً قائماً بذاته وهو "علم الجرح والتعديل" وهو ميزان للرواة يعرف به الثقة من الوضاع, ويختص بسند الحديث, وصرح بعضهم بأنه نصف العلم (?) .
وأما تتبع الكذبة: