3 - النظر في كيفية التحمل وأخذ الرواة بعضهم عن بعض, وعن طريقه عرف العلماء اتصال الروايات من انقطاعها.. إلى غير ذلك من القواعد التي وضعوها لدراية الحديث, وبها حققوا أقصى ما في الوسع الإنساني، احتياطاً لدينهم, وأرسوا أصح القواعد للإثبات التاريخي وأعلاها وأرقاها، وقد قلدهم فيها علماء الفنون النقلية الأخرى من لغة وأدب وتاريخ ونحوها, فابن قتيبة الذي يعد من أوائل نقاد الأدباء, استمد ذلك من معارفه الحديثية, وكذلك فعل ابن خلدون في تمييزه الزائف من أخبار المؤرخين, فمقاييسه التي طبقها هي بعينها الأمثلة التي وضعها مسلم لمعرفة المنكر من الحديث (?) .
يقول السباعي رحمه الله تعالى: "وقد ألف أحد علماء التاريخ في العصر الحاضر كتاباً في أصول الرواية التاريخية, اعتمد فيها على قواعد مصطلح الحديث, واعترف بأنها أصح طريقة علمية حديثة لتصحيح الأخبار والروايات" (?) والمؤلف المقصود هو أسد رستم أستاذ التاريخ في الجامعة الأمريكية في بيروت سابقاً, والكتاب هو "مصطلح التاريخ".
الفصل الرابع: نقد الرواة وتتبع الكذبة
فأما نقد الرواة: