وزاد الطين بلة أن الوضاعين حين أخبروا أنه صلى الله عليه وسلم قال: "كل بدعة ضلالة" (?) استثنوا ما هم عليه من جهل وضلال, فوضعوا زيادة في الحديث فقالوا: "كل بدعة ضلالة, إلا بدعة في عبادة" (?) ليجعلوا هذه الزيادة أصلاً ومستنداً لأعمالهم البدعية، فوضعوا الحجة لمن بعدهم وفتحوا ثغرة في الإسلام بالبدع التي شملت أرجاء العالم الإسلامي, تماماً كما فعلت الزنادقة حين قالوا على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم: "أنا خاتم النبيين ولا نبي بعدي, إلا أن يشاء الله" (?) فكان هذا الاستثناء الموضوع باباً يلجه كل صفيق مأفون, ولعل القادياني بنحلته المشهورة دخل مع هذا الباب الموضوع.
الفصل الثاني: الآثار الاجتماعية
المجتمع الإسلامي قائم على القرآن والسنة, فأي محاولة في التزيد في أحدهما تكون مناورة لهز كيان المجتمع, وخاصة إذا كانت الزيادة في مواضيع اجتماعية - كما سنتحدث - ولما كانت أعظم صفات المجتمع الإسلامي هي الاتحاد, فإن أكبر ضربة يمكن أن توجّه إليه هي "الفرقة والاختلاف".
ولقد وجهت إليه هذه الضربة فعلاً, ومازالت الأمة تعاني من آثارها، وليس غريباً أن أقول بأن هذه الضربة ماهي إلا أثر من آثار وضع الحديث.
ولقد أخذت الفرقة مسارين مختلفين, ترك الوضع بصماته فيهما على حد سواء, وهما:
أ - الخلاف السياسي: