ومن ناحية أخرى فقد حاولوا العودة بالأمة إلى الشرك، إلى تقديس الأحجار والأشجار فقالوا: "لو أحسن أحدكم ظنه بحجر لنفعه" (?) يقول ابن القيم: هو من وضع المشركين عباد الأصنام.
ولكن الطاّمة الكبرى أن هذا ومثله من أحاديث زيارة القبور والتبرك بها والتمسح بأحجارها كان له أثر على إيمان الأمة في عهود تقدمت، وفي بعض البقاع حتى الآن.
2 - الآثار العملية:
وقد حاز قصب السبق في إنتاج هذه الآثار جهلة الأمة وزهادها, فأرهقوا الأمة وزادوا في الدين أشياء ما أنزل الله بها من سلطان, ووضعوا صلوات وأعمال تعبد أخرى رفعوها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وحكموا لها بالأجر من الله فكذبوا على الله ورسوله, ساء ما يحكمون, وذلك كصلاة عاشوراء والرغائب وصلاة ليالي رجب وليلة النصف من شعبان وكأنهم لم يعلموا بأن الدين يسر, وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يسروا ولا تعسروا, وبشروا ولا تنفروا" (?) .
وقد كانت هذه الصلوات وأشباهها حجر عثرة في تقدم الإسلام في الدول الغربية الآن, ويذكر أن أحدهم سأل شيخاً فاضلاً حين رأى هذه الصلوات وهاله الأمر قائلاً: إننا فررنا من المسيحية إلى الإسلام، نظراً لما ترهقنا به من عبادات!! فطمأنه الشيخ وأخبره أن ديننا ماهو إلا من خالق البشر الذي يعرف قدراتهم حيث قال عز من قائل: {وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفاً} (?) وأما ما رآه فهو محض افتراء وكذب, وليس من الدين في شيء.