وقد أنشئت أول هجرة، على آبار الأرطاوية الواقعة على الطريق بين الزلفي والكويت سنة 1330هـ، وسكنها سعد بن مثيب أحد شيوخ حرب ثم أعطيت لفيصل الدويش وجماعته من (مطير) [22] . وأصبحت خلال بضع سنوات مدينة عامرة فيها من السكان ما يزيد على عشرين ألفاً، ثم ازداد عدد الهجر والتي تكونت بفضل حركة الهجرة، التي سرت دعوتها وفضلها بين أوساط البادية باعتبار أنها هجرة دينية محضة فباعوا الإبل، وأقبلوا على دراسة الدين، وغصت بهم المساجد حتى بلغ عدد الهجر في عهد الملك الإمام 153 هجرة [23] وصفها أحد الكتاب بأنها معسكرات في أنحاء البادية، والإخوان سكان هذه المعسكرات، وقسمت كل هجرة إلى ثلاث فئات فيما يلي بيانها.
1- الفئة الأولى، التي يجب على أفرادها أن يكونوا دائماً مستعدين لتلبية أمر الجهاد، متى أصدره الإمام، ومن ثم فإن كل فرد من أفرادها يجب أن يكون مسلحاً، وعنده ناقة يمتطيها بالإضافة إلى الذخيرة التي تلزمه..
2- الفئة الثانية: وهي التي يجب على أفرادها تلبية نداء الإمام عندما يعلن أن الجهاد (مثنى) ويكون كل مجاهد مكلف بإحضار مجاهد آخر بين رفاقه يردفه على جمله.
3- الفئة الثالثة: يكون كل فرد من أفرادها على استعداد لتلبية دعوة الجهاد، عندما يعلن العلماء هذه المرة، بناء على اقتراح الإمام، النفير العام للدفاع عن الوطن، فيشترك فيها الذكور البالغين، بينما يبقى العمل في الأرض والتجارة على عاتق المسنين من الرجال والأولاد والنساء [24] . وقد كان لهذه الوسيلة الفذة، أثراً عظيماً في توسيع نطاق الجهاد المبارك، وتمكين العربي من أداء رسالة واضحة، ومهمة محددة في بناء الوحدة الكبرى، تنصهر في بوتقتها الإيمانية وشايج العلاقات الأسرية والقبلية، جنوداً مجاهدين ومحاربين مخلصين، ينشدون الشهادة في سبيل الله، ونصرة دعوة الحق المبين.
المبحث السادس: البلاغات والخطب:-