موفقة جداً، حققت أهدافها كاملة، حيث اجتمع أهل الرأي والفكر من عموم العالم الإسلامي، وأطمأنوا بأنفسهم على رعاية الملك الإمام للبلاد المقدسة، واطلعوا على حقيقة الدعوة السلفية، وعرفوا عن كثب حقيقة الواقع على الأرض، واطمأنوا بأنفسهم أن الأراضي المقدسة، بأيدي مؤمنة أمينة، فكان هذا المؤتمر فرصة ذهبية لإزالة جميع المخاوف التي أثارها أعداء الوحدة، فجاءت قرارات المؤتمر اعترافاً واضحاً للعهد الصالح الجديد، وشرعيته ومبشراً بعهد زاهر للربوع المقدسة، في ظل حكم الملك الإمام.

المبحث الخامس: إقامة الهجر وتوطين البادية:-

العارف بأحوال الجزيرة العربية وسعة رقعتها وتناثر سكانها، يدرك مدى الصعوبة البالغة في تقديم الخدمات لأهلها، مما يؤدي إلى بعثرة الجهود وهدر الطاقات، دون فائدة تناسب مقابلة ذلك الجهد المبذول، وهذا ما حمل الملك الإمام عبد العزيز - رحمه الله - أثناء قيامه بلم شعث الجزيرة العربية إلى جمع وتوطين فلول البادية ومن في حكمهم، في كيانات ثابتة تتوفر فيها أسباب العيش الكريم، يمكن من خلالها تقديم الخدمات بأيسر السبل، وأقل التكاليف، وتحقق في ذات الوقت سهولة توجيه البادية عقدياً وعلمياً نحو منهج موحد يحقق الوحدة المنشودة، بعيداً عن القالة والإشاعة التي تقف عادة وراء كل فتنة، وعند سماع مناد الجهاد يهب الجميع من قرب وبقوة دافعة وجماعة شاملة نحو المقصد المحدد دون تأخير، وقد كانت خطوة بارعة اتخذها الملك بمشاورة والده الحكيم، أدت إلى تربية أبناء البادية وبث روح الجهاد والحماس بينهم، وتوجيه حماسهم وتوظيف مناقبهم في نصرة الدين الحق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015