وفي سنة 1248هـ دعا الملك الإمام إلى اجتماع، في قرية الشعراء بين الرياض ومكة، وتم الاجتماع في أول جمادى سنة 1348هـ للنظر في أحوال بعض العصاة ومن شايعهم الذين هددوا الوحدة ونزعوا إلى الفرقة، رغم الإعذار لهم والصفح عن مسيئهم والإحسان إليهم [20] ومن المؤتمرات خارج نجد المؤتمر الذي دعا الملك الإمام إلى عقده في مكة المكرمة سنة 1344هـ وجاء في نص الدعوة الرسمية "خدمة للحرمين الشريفين، وأهلهما، وتأميناً لمستقبلهما، وتوفيراً لوسائل الراحة للحجاج والزوار، وإصلاحاً لحال البلاد المقدسة من سائر الوجوه، التي تهم المسلمين جميعاً، ووفاء بوعودنا التي قطعناها على أنفسنا، وميلاً في تكاتف المسلمين وتعاضدهم في خدمة هذه الديار الطاهرة – رأينا الوقت المناسب لانعقاد مؤتمر عام يمثل البلاد الإسلامية والشعوب الإسلامية يكون في20ذي القعدة 1344هـ وقد أرسلنا الدعوة لكل من يهمه أمر الحرمين من المسلمين وملوكهم وأملي أن مندوبيكم سيكونون حاضرين في التاريخ المحدد والله يتولانا جميعاً بعنايته" [21] وقد أدت هذه المؤتمرات أهدافها في تحقيق الوحدة ونبذ الفرقة ففي المؤتمر الأول حددت معالم النظام السياسي للدولة الناشئة، ودفع عن البلاد شبح الفراغ السياسي، وأعاد للجزيرة العربية نواة وحدتها المشروعة المتمثل في إعادة أسرة الملك الإمام، الذي تعد أمل أبناء الجزيرة دون استثناء، وفي المؤتمر الثاني نجح الملك الإمام في إزالة الشبهات والترهات، التي أشاعها العصاة، وفي المؤتمر المنعقد سنة 1345هـ إزدادت أواصر الوحدة ووشايجها بين أفراد الأمة، وتأكد للملك الإمام بما لا يدع مجالاً للشك أن الوحدة الوطنية بخير، ولا خوف عليها من تهديد فئة قليلة شاذة، لا تمثل رأياً عاماً، وأن جميع أفراد الأمة يقفون خلفه صفاً واحداً. وفي مؤتمر قرية الشعراء، وضعت الخطوط العريضة لتأديب أعداء الوحدة، أما مؤتمر مكة المنعقد في سنة 1344هـ، فقد كانت خطوة