حرص الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ على حسن إدارة دولته بعد توحيدها، وذلك لإيمانه بعظم المسئولية التي تحملها والأمانة الكبيرة التي تولاها بعد إعلانه ملكاً على البلاد السعودية، فاجتهد ـ رحمه الله ـ في تحقيق التوازن في إدارة شئون رعيته التي تتألف من قبائل البادية وأهل الحاضرة، وكان تعامله مع الصديق يختلف عن تعامله مع غيره من الناس.

واعتمد الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ في أسلوبه على التوازن بين إعطاء الثقة الكاملة في رجاله وأعوانه، وبين لزوم جانب الحذر واليقظة والحزم، والاحتفاظ ببعض جوانب الإدارة المهمة للدولة السعودية في يده.

وقد استطاع الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ بهذا الأسلوب الإداري الفريد أن يوجد الثقة المتبادلة بينه وبين رجال دولته وأعوانه من جهة، ورعيته من جهة ثانية، وذلك من خلال الاهتمام بالأسس التالية:

1- اختيار أمير المنطقة:

فمن جهة الإدارة المدنية التي يتولاها أحد الأمراء من أبناء الملك عبد العزيز ـ طيب الله ثراه ـ أو غيرهم، كانت السلطة المدنية التنفيذية بيد الأمير الذي يمثل الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ وفي حدود الصلاحيات التي تمنح لأمير كل مدينة، وكان الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ يختار الأمير المناسب حسب أهمية المدينة وموقعها، وما يحيط بها من أخطار محتملة من خصومه في ذلك الوقت.

ولابد للأمير المرشح للإمارة أن تتوفر فيه بعض الصفات التي كان الملك عبد العزيز ـ طيب الله ثراه ـ يتلمسها في أمرائه، وفي مقدمتها الأمانة والصدق واليقظة والنشاط، وهذه الشروط وإن كانت مطلوبة دائما إلا أنه في حاجة ماسة إليها في فترة بناء الدولة السعودية في عهده، وكان الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ لا يفرط فيمن تتوافر فيه تلك الصفات ولا يتوانى في عقاب من يخُل بها من رجال الدولة أو أعوانه أو أمرائه.

2 – اختيار القضاة:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015