إكمالاً لهذا التنظيم الإداري الرائع الذي اتبعه الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ اهتم بالسلطة القضائية في بلاده، فاختار القضاة المؤهلين، فكانت السلطة القضائية بيد القاضي في إطار أحكام الشريعة الإسلامية التي تحكم الجميع بما فيهم الأمير أيضاً.
3- اختيار مشايخ القبائل:
أما الطريقة التي اتبعها الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ لكسب ولاء القبائل التي تخضع لحكمه، فنجده يختار رئيس القبيلة وبحكم علاقة الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ مع القبائل في بلاده، ومعرفته لرجالها وعاداتها وتقاليدها استطاع أن يجعل رؤساء تلك القبائل واسطة بينه وبينها، وأن يكونوا عوناً له في معالجة ما يحدث من خلافات في تلك القبيلة أو من أفرادها.
وبعد فترة زمنية يسيرة من توحيد المملكة العربية السعودية زادت الأعباء الإدارية على الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ حيث أمنت السبل، وازدهرت التجارة، وانتشر العمران، بظهور المدن الحديثة، وانتشار القرى وتزايدت الهجر وعم الأمن والاستقرار البلاد السعودية، وذلك نتيجة طبيعية لذلك الأسلوب الذي اتبعه الملك عبد العزيز ـ طيب الله ثراه ـ في إدارته لشؤون بلاده، ورعاية شؤون مواطنيه.
وفي مواجهة لتلك النقلة الشاملة المباركة التي شهدتها المملكة العربية السعودية في جميع المجالات، ورغبة منه في الاستفادة من قدرات أبنائه، وتدريبهم على شئون الإدارة والحكم لمشاركته في الأعباء الإدارية للدولة، أصدر الملك عبد العزيز رحمه الله أمره بتعين ابنه الأمير سعود ـ يرحمه الله ـ ولياً للعهد، وتعيين ابنه فيصل نائباً عاماً للملك وذلك ليساعداه في إدارة شئون البلاد.
وحرصاً من الملك عبد العزيز ـ طيب الله ثراه ـ على تطوير وتيسير عمل الإدارات الحكومية للدولة السعودية تم الاستعانة بالموظفين الذين لديهم الخبرة في الأعمال الإدارية التي كانت تحتاجها الإدارات الحكومية في عهده.