كل ذلك لم يكن ليتم لولا فضل الله ـ تعالى ـ ثم تمسك قادة هذه البلاد ـ في أدوارها الثلاثة ـ بالجانب الديني العظيم، والاعتصام بحبل الله المتين واتباع المنهج القويم والدفاع عن عقيدة التوحيد وإخلاص العبادة لله وحده، وأخص بالذكر الملك عبد العزيز الذي أوضحت من خلال هذا البحث قوة تمسكه بالدين في شخصه وفي أقواله وخطبه وفي أعماله وأفعاله وتعامله مع أسرته والناس، وعلاقته بالعلم وتقديره للعلماء وعدله النموذجي النادر، وفي آرائه ورسائله السياسية وعلاقات بلاده بالقوى الخارجية، والتزامه بالسياسة الثابتة لقضايا المسلمين، فقد حمل على عاتقه قضية فلسطين ودافع عنها ووقف بقوة أمام هجرة اليهود إلى فلسطين، من خلال رسائله واتصالاته ولقاءاته بزعماء الدول الكبرى ذات العلاقة، وكان يحرص دوماً على التضامن الإسلامي، والوحدة العربية، وما فيه مصلحة الإسلام والمسلمين والعرب. وهو ما أوضحته مفصلاً من خلال هذا البحث.

ويحسن بنا في ختام هذا البحث الذي يتناول شخصية الملك عبد العزيز في الجانب الديني وأثره في توحيد البلاد، أن نورد هنا جزءاً من حديث خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ بمناسبة صدور النظام الأساسي للحكم، وذلك لعلاقتها وارتباطها بموضوع البحث، حيث يقول ـ وفقه الله ـ:

"حرص الملك عبد العزيز على إنفاذ منهج الإسلام في الحكم والمجتمع مهما كانت الصعوبات والتحديات ويتلخص هذا المنهج في إقامة المملكة العربية السعودية على الركائز التالية:

أولاً: عقيدة التوحيد التي تجعل الناس يخلصون العبادة لله وحده لا شريك له ويعيشون أعزة مكرمين.

ثانياً: شريعة الإسلام التي تحفظ الحقوق والدماء، وتنظم العلاقة بين الحاكم والمحكوم وتضبط التعامل بين أفراد المجتمع وتصون الأمن العام.

ثالثاً: حمل الدعوة الإسلامية ونشرها حيث إن الدعوة إلى الله من وظائف الدولة الإسلامية وأهمها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015