فقد منّ الله ـ تعالى ـ عليّ بإتمام هذا البحث عن الجانب الديني في حياة الملك عبد العزيز وأثره في توحيد البلاد، وقد تحدثت من خلال الصفحات السابقة عن شخصية الملك عبد العزيز الدينية وبرنامجه اليومي وحرصه على تلاوة القرآن الكريم وقراءة الكتب الدينية ومجالسة العلماء وتخصيص جزء من وقته الثمين لمجالسة العلماء ليقرأ عليه عدد من الكتب في التوحيد والتفسير والحديث والسياسة الشرعية والتاريخ وغيرها، حتى أصبح لذلك دور كبير في ثقافة الملك عبد العزيز العامة، وكان يقوم كل ليلة في الثلث الأخير من الليل يقرأ القرآن ويصلي إلى أن يؤذن المؤذن لصلاة الفجر، وكان يكثر الوصية بتقوى الله تعالى وتحكيم شرع الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويحذر من البدع والشركيات والبناء على القبور وكل ما يخدش العقيدة قولاً وعملاً، وكان يستغل موسم الحج في الدعوة وإيصال العقيدة الخالية من الشوائب إلى البلدان المختلفة عن طريق الدعوة ونشر الكتب وتوزيعها مجاناً فكان موفقاً ملهماً محبوباً، عمر ما بينه وبين ربه بصدق الإيمان وإخلاص النية وحسن المعتقد وسلامة المنهج، فتوحد هذا الكيان الشامخ تحت مسمى "المملكة العربية السعودية"وحلّ الأمن محل الخوف، وأمن العباد واستقرت البلاد في ضوء أحكام الشريعة الغراء، فكان قيام هذه الدولة العظيمة نعمة ومنة وفضلاً من الله ـ تعالى ـ ورحمة وبركة على العالم الإسلامي كله، ومثالاً حياً لصلاح الشريعة الإسلامية نظاماً ومنهاجاً، ولا تزال ـ بحمد الله تعالى ـ تحت قيادة رشيدة إسلامية من أبناء هذا الرجل العصامي العظيم أحد أبطال الإسلام.